كتب أدهم شرقاوي: حماية الاحتلال واجبنا!
الضفة الغربية – الشاهد| كتب أدهم شرقاوي: الذين لا ينفكُّون يقولون لنا إنهم أوّل الرّصاص، صفّقوا للرئيس وهو يقول : حماية الاحتلال واجبنا!.
وهذان أمران لا يجتمعان أبداً، فإما أنّ المحتل كان يستحقُّ الرصاص وماضيكم جميل وحاضركم قد تنكّر لكل ذلك الماضي وانقلب عليه!.
وإما أن هذا المحتل له الحق في الوجود وعليكم حمايته، فهذا يعني أن تعتذروا عن سنوات الثورة الطويلة، وتخبرونا أن أبا جهاد الوزير وأبا إياد كانا على خطأ!.
أو على الأقل على كلّ واحد منكم أن يجلس مع نفسه ويسألها السؤال المرعب التالي : كيف يمكن أن تبدأ ثورة بهدف طرد محتل، ثم ينتهي بها المطاف أن تكون حارساً له؟! وهي في كلا الأمرين على حق!.
في أمريكا الجنوبية كان الغزاة الأوروبيون ينتقمون من النّاس الذين يرفضون إفشاء أسرار المقاومين بسلخ جلودهم أحياء، ورغم هذا بقي النّاسُ يحمون مقاومتهم!.
تحرير الجزائر كلّفَ الجزائريين أكثر من مليون شهيد، ولا أحد في الجزائر يُحمّل المقاومة مسؤولية دم الشُّهداء، كلُّهم يعرفون أن الاحتلال هو المجرم وأنَّ المقاومة بطلة!.
الفيتناميون حتى اليوم يُفاخرون بمقاومتهم التي تصدَّتْ لأمريكا، رغم أنَّ هزيمة أمريكا كلّفتهم مئات آلاف القتلى!.
في إفريقيا كان الغزاة الأوروبيون يبيعون أبناء القبائل التي ترفض الاستسلام عبيداً في سوق النخاسة ورغم هذا بقي الذين يرفضون الاستسلام أبطالاً في عيون الضحايا!.
كل الشعوب التي خضعت للاحتلال عبر التّاريخ قدّست مقاوميها، وحدها السُّلطة في رام الله تُريدنا أن نقتنع أن المقاومة هي السّبب!.
المقاومة هي نتيجة للاحتلال، وهي ليست خياراً وإنما واجب، وكل من يتباكى على الشهداء عليه أن يُخبرنا ما فعل لحمايتهم!.
نحن من حقنا أن نسأل عن سبعين ألف عنصر أمن يتقاضون مرتباتهم من خبزنا وتعليمنا ما الذي فعلوه لغزة؟!.
طيّب بلاش غزّة ما الذي فعلته أجهزة أمن السُّلطة حين كان الاحتلال يجوب الضفة ويقتل ويُدمّر أمام ناظريها؟!.
الحقيقة المُرَّة التي لا يجرؤ أحد على قولها، ولا يريد أحد من السلطة أن يسمعها هي التالي:
حدثَ في تاريخ الثورات أن استطاع المحتل أن يُجنّد ثائرا
لخدمته، ولكنها المرة الأولى في التّاريخ التي يستطيع فيها محتلّ أن يُجنّد ثورة كاملة!.
الاحتلال حوّل الثورة من مشروع إلى وظيفة، وهي حمايته!
وربطَ بقاءها ببقائه، هي في الحقيقة تُدافع عن خبزها أكثر مما تقف ضدّ المقاومة! ولكنّه رغيفٌ معجون بالذّل والعمالة!.
الحقيقة مُرّة أعرف، ولكن على أحدٍ أن يقولها على بلاطة!.
الحقيقة الأخرى التي يجب أن تُقال أنَّ كل من يقف ضدَّ المقاومة فهو يقف مع الاحتلال، لا يوجد منطقة وسطى في هذه الحرب، لا يوجد لون رماديّ، وحين تجد نفسك لستَ مع المقاومة، فلا تتحير لتعرف أين أنتَ، أنتَ مع “إسرائيل” حيثما كنتَ!.. والسّلام.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=71287