كتب ماجد العاروري: يصارع الفلسطينيون من أجل الحكم ولا يصارعون من أجل السيادة

كتب ماجد العاروري: يصارع الفلسطينيون من أجل الحكم ولا يصارعون من أجل السيادة

الضفة الغربية – الشاهد| كتب ماجد العاروري: النقاش الذي يجري حول اليوم الثاني للحرب هو من يحكم قطاع غزة؟، أكثر من كونها يتعلق بتحقيق السيادة على قطاع غزة.

حتى اقتراح أن تحكم السلطة الفلسطينية قطاع غزة اقتراح ينقصه السيادة، لسبب وحيد أن السلطة تفتقر أبسط عناصر السيادة في الضفة الغربية، بل تفتقرها في عاصمتها السياسية رام الله، وفاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، وبالتالي لن تكون كفؤة لتحقيق أبسط مظاهر السيادة حتى لو سلمت على طبق من فضة حكم قطاع غزة، وحتى لو وضعنا السيادة جانبا، فإن من لا يستطيع إدارة شؤون خدماته بجداره في الضفة بعد ما تعرضت له السلطة من تقويض لا يمكنه فعل ذلك في قطاع غزة.

الضفة الغربية وقطاع غزة المدمرين بفعل الحرب والاستيطان والاحتياجات هما أرض فلسطينية محتلة، والاحتلال هو المسؤول سياسيا وقانونيا عن تحمل أعباء إدارة السكان، وتقديم الخدمات اللازمة من صحة وتعليم وبنية تحتية وغير ذلك، بما في ذلك رواتب الموظفين.

والغريب أن الاحتلال بات يبتز السلطة الفلسطينية بكل شيء حتى بالمقاصة المجزأة، ولم تعد قادرة على القيام بدورها الوظيفي ودفع رواتب الموظفين لا كاملة ولا حتى مجتزأة، ومع ذلك يضيق عليها الخناق وتقترض من البنوك لتسير أبسط امورها،أو دفع أجزاء من رواتب الموظفين وهي قلقة على نفسها من الانهيار، مع أنها تملك أقوى الأوراق للتفاوض ولتحسين أدائها، وهي اما ان تشيل كل شيء او لا تشيل شيء، اي اما ان تتمتع بكل صلاحيتها في الحكم او السيادة او أن تعيد الوكالة إلى أصحابها وهم سلطات الاحتلال وتتركهم يشيلون كل شيء في الضفة الغربية وقطاع غزة.

لم تتوقف السلطة الفلسطينية للحظة واحدة أمام حقيقة أن إسرائيل وجدت نفسها غير قادرة على تكلفة إدارة حكم عسكري في قطاع غزة. فما هو الحال لو وجدت نفسها أمام تحمل مسؤوليتها كسلطة احتلال في الضفة والقطاع معا.

اظن ان هذه من القضايا التي يحضر على القيادة الفلسطينية التفكير بها، وعليها مهما عانت او ضعفت أن تبقى تفكر بدور الوكيل، وسلطة الاحتلال ما زالت تبحث عن أشخاص آخرين من السلطة ومن غير السلطة للقيام بذات الدور في قطاع.

اظن ايضا ان هذه هي أقوى ورقة بيد الفلسطينيين، لكنهم لن يجرؤوا على التلويح فيها، فمصالحهم ارتبطت بنفوذهم في الحكم وليس في تحقيق اي مظهر من مظاهر السيادة، لذا يصعب عليهم خيار “نشيل كل شيء او لا تشيل شيء:، فهذه هي المعادلة الأمثل لليوم التالي بعد الحرب بحيث تربط مصير الضفة الغربية وقطاع غزة بمصير واحد، فلا شبر واحد يمكن بناء حكم بسيادة عليه في ظل الوضع القائم، ما لم تتجرأ القيادة الفلسطينية على قول ذلك.

إغلاق