قيادي فتحاوي: القيادة الحالية تتحمل مسؤولية ما أصاب الحركة من وهن وتكليف وتبديد
الضفة الغربية – الشاهد| أكد القيادي في حركة فتح المتوكل طه أن قيادة فتح الحالية هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل التصدّعات والغياب والتكلّس والتبديد الذي أصاب الحركة.
واشار إلى أن فتح تحتاج، في داخلها، إلى ما يُسمّى بالكتلة التاريخية،بالمفهوم الغرامشي، حتى تكون هذه الكتلة الخليةَ الصحيّة،القادرة على جذب الخلايا الحيّة،والتي تستطيع أن تحتلّ المساحات البور واليباب في جسد الحركة المُرهق..على أن تكون ثقافة هذه الكتلة ثقافةَ المقاومة التي تتسع لكل معاني المقاومة،غير المختَزلة في شكل واحد، يتناقض مع جدلية المقاومة والنضال.
ولفت إلى أن حالة الغيبوبة التي أصابت معظم أعضاء قيادات الحركة،أفقياً وعمودياً، وتماهيهم مع حالة الصراع والمناكفة الدائرة على غير مستوى،المتقلّبة كل ساعة،هو الجريرة التي لا ينبغي تكرارها،لأن فتح بحاجة إلى قيادة يتمتّع أفرادها بقدرة على التفكير والإخلاص ونقاء اليد والتواصل والرؤية وإتقان اللغة العربية (صاحبة المروءة)،وغير المجروحة بعلاقة مبهمة أو ملوّثة بارتباطات أو إمكانيات ممجوجة ناتئة.
وأوضح أنه إذا لم تتوفّر المساحة النقدية لمحاسبة المسؤولين عن كلّ هذا الإخفاق والضياع، فإن هذا يعني إعطاء الشرعية والمباركة لهم على كل ما اقترفوه بحق حركة فتح وخطفها، وتوظيفها لمصالحهم الشخصية.
ونوه إلى أن كادر فتح عاجز عن تأصيل مبدأ الثواب والعقاب، وأنه كادر مُستلب سهل الانقياد، يجعجع ولا يطحن، وأنه كباقي الدهماء والظواهر الصوتية الفاقعة المهزومة، أو أن الذين استفادوا من الحركة بوضعهم في هذا الموقع أو ذاك هم الذين قد تحكّموا في كل شيء داخل الحركة،ولن يعود مكان للضمائر التي تصرخ بحسرة،من جرّاء هذا العنت والعبودية والخسران.
وقال:”قد لا أبالغ إذا قلت إن حالة البؤس التي تعيشها حالتنا الوطنية،ناتجة عن بؤس حركة فتح.وإنّ كلامي هذا لا يغفل الاستراتيجيات الاحتلالية القوية والمتواصلة،ودروها في تخريب ومحاصرة وتهديم الذات الحركية والفلسطينية، ولكن أسأل:أين دورنا في الردّ على غوائل الاحتلال،وخلق الفعل المتناغم والمناسب، والقادر على إبقاء حركتنا حاضرة ومتماسكة،وتمتلك عوامل الصدّ والثبات والإنهاض، وإشاعة الخَلْق والوحدة والطهارة والإيثار؟”.
وشدد على أن السلطة، وبعيداً عن الأشخاص والاتّهامات، أصبحت “عامل تهدئة” ومنحت الاحتلال استقراراً من حيث الكيفية والزمن..لم يتوقّعه منذ إقامة دولته الغاصِبة.
واضاف:”الحقيقة الصادمة، أن هذا المشروع قد فشل ووصل إلى نهايته. ولا يحقّ لأحد، كائناً مَن كان، أن يوهِم نفسَه أو غيره أنه يمتلك معجزة ستأتي بِحَلٍّ سحريّ من جعبة الحاوي،لأن هذا ببساطة هو بيعٌ للوَهمْ،ولم يعد شراء الوقت ممكناً أو مفيداً،لأن المسافة بين أهدافنا،التي نسعى لتحقيقها،بالحرية والاستقلال والدولة والعودة والقدس، قد ضاقت إلى حدّ مفجع، ولا يمكن مدّها زمنياً أو موضوعياً”.
وحذر من أنه وإذا ما استمرّت القيادة في نهجها الحالي..عندها،لا مناص من أن القول إنهم سيتحمّلون المسؤولية عن المصير المظلم الذي دُفِع إليه شعبنا، وسنتحمل معهم مسؤولية الصمت إنْ رضينا بذلك.
وطالب بالتصدي لفئة تختبئ جماعة بعينها تستولي على إرادة فتح، ولما استيقظ الشعب على استلاب إرادته، تستدعي تلك الجماعة قيم القبيلة لتختبئ خلفها، فَتراهم يختبئون خلف فتح كلما اهتزت مواقعهم، ويدَّعون أن التهديد الذي يواجههم هو تهديد لفتح،والحقيقة أنهم هُم التهديد الأخطر على فتح.
وقال إن هذه الفئة حوّلت شعباً بأكمله من صاحب مصلحة في التحرير إلى صاحب مصلحة في التعايش مع الواقع الثقيل، موضحاً أن هذا المشروع قد فشل ووصل إلى نهايته.
وأشار إلى منظمة التحرير تعاني هي الأخرى من عديد الأمراض والترهل والانكفاء والتكلّس، ما يعني أن تنفتح على مراجعة شاملة تحت خيمتها تجمع كل القوى والرؤى والاجتهادات، يتوافق والشرعية الوطنية والدولية، دون حساسية وذعر وتخوين، بل بانفتاح وإيجابية وقبول. ما إذا أغلقت “خيمتها” فعندها سيتسرّب الريح من ثقوبها وينشغل بها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=71702