هل استعدت حكومة مصطفى لتداعيات حرب حزب الله و”إسرائيل”؟

هل استعدت حكومة مصطفى لتداعيات حرب حزب الله و”إسرائيل”؟

رام الله – الشاهد| قال الكاتب السياسي صلاح موسى إن على حكومة محمد مصطفى الاستعداد للحرب القادمة بين حزب الله و”إسرائيل” إن اندلعت خاصة أنها ستكون أكثر شراسة وأثر عنها في غزة.

وذكر صلاح في مقال أنه لن يكون هناك تنقل بين المناطق في الضفة الغربية بسهولة ولن تصل الإمدادات بسهولة من غاز للطهي أو المحروقات أو مواد التموين او الخضار أو الفواكه او المياه، وبالطبع الكهرباء ستتعرض لانقطاع دائم أو شبه دائم.

وتساءل: “ماذا عن الأدوية والأجهزة الطبية والعلاجات وتوفر السيولة؟.. ما هي احتياجات الدفاع المدني وطريقة عمل الأجهزة الأمنية في حال الحرب؟.. كلها اسئلة مشروعة”.

وأشار موسى إلى أنه مطلوب منا جميعا الاستعداد لها من حكومة وقطاع أهلي من قطاعات الزراعة والصحة والإغاثة وقطاع خاص من غرف تجارية وتجمعات رجال الاعمال وأجهزة مدنية وفعاليات في المخيمات من لجان شعبية ونقابات.

ونبه إلى أنه مطلوب منها أن تنتقل إلى مرحلة الإعداد والاستعداد، والإنشغال لحماية بقائنا قبل ان نتصرف كردة فعل عابرة أو مرتبكة، ونستعد لنحمي أنفسنا من حالة الفوضي التي يهدف له الاحتلال ان يخلقه حال اندلاع المواجهة وتركنا ناكل بعضنا البعض.

واقترح موسى جملة أفكار يمكن لمن يريد أن تكون مصدر استرشاد ويمكن تطويرها او التعديل عليها وتندرج على النحو التالي:
1. ان تشكل الحكومة خلية أزمة تنقسم إلى مستويين، الأول سياساتي بحيث يضع التوجهات السياساتية العامة للتعامل مع الاحتياجات على المستوى الوطني فيما يتعلق بالاحتياجات الاساسية لمدة لا تقل عن (6) شهور، والمستوى الثاني خلية فنية تتشكل من القطاعات المختلفة ولكن من يعمل فيها يجب ان يكونوا مهنيين قادرين على ترجمة قرارات المستوى السياساتي الى خطط وبرامج عمل تشغيلية تحاكي الواقع ومتطلباته.
2. ان تعمل هذه الخلية السياساتية والفنية مع كل محافظة بحيث تعمل في المحافظات فرق عمل مهنية فقط على ان تنسق مع الغطاء السياسي والامني والاجتماعي فيها، بحيث يقوم المستوى الفني في كل محافظة بوضع برامج العمل المتعلقة بالمستوى الوطني الى مسارات عمل على المستوى المحلي .
3. ان تشكل في كل مدينة ومخيم وقرية لجان من كافة الاطراف من البلديات والجمعيات ورجال الاعمال على اسس قطاعية بحيث تساهم اللجان المحلية بتيسسير عمل اللجان الفنية على المستوى المحلي كي لا يكون هناك تناقض او اختلاف في الميدان.
4. ان يكون هناك قاعدة بيانات كاملة لاستدعاء الاطباء في كل قرية او مخيم او مدينة ومحافظة للتعامل مع الحالات الطبية الطارئة من خلال انشاء مراكز طبية في عدد من المناطق النائية او التي من المتوقع ان يكون هناك صعوبة في الوصول اليها.
5. ان يكون هناك قاعدة بيانات للمنهدسين والفنيين في مجالات المياه والطاقة والمجالات ذات الصلة للتدخل والعمل في حالات الطوارئ.
6. ان يكون هناك بدائل لحالات انقطاع المياه او عدم ضخها الى المدن والقرى والمخيمات من الجانب الاسرائيلي وان تكون البدائل معقولة وممكنة وغير خيالية.
7. ان يتم تخزين المحروقات في كل المحافظات وبشكل مركزي بحيث تكفي للحاجات الضرورية للمستشفيات ومحطات توليد الطاقة وضخ المياه وغيرها من المرافق الرئيسية.
8. ان يتم تخزين المواد التموينية والغذائية الضرورية من طحين ولحوم ودواجن وبيض وغيرها في كل المحافظات وعدم الاكتفاء بالقول ان لدينا مخزون يكفي لشهر او شهرين.
9. ان يتم وضع بديل عملي في حال توقف الاتصالات الخلوية واعادة تفعيل خطوط التلفون الارضي ان لزم الامر، والبحث عن اجهزة تواصل حديثة وعلى الحكومة الطلب من شركات الاتصالات تخزين كميات كافية لتشغيل محطات الخلوي في حال انقطاع الكهرباء لساعات طويله.
10. ان يتم حصر المعدات الثقيلة والمتوسطة المتوفرة لدى الوزرات والقطاع الخاص للتواصل مع اصحابها والتعامل مع كل طارئ وكيفية الوصول اليهم.
11. ان يكون هناك فريق اعلامي من القطاع الرسمي والخاص والاهلي للتعامل مع الازمة وصد كافة الاشاعات وتسويق كافة المسائل التي تحافظ تماسك المجتمع وعدم الاندفاع نحو تحطيمه وهزيمته.
12. ان تصدر الجهات الرسمية تعليمات للمواطنين حول المواد التي من الممكن تخزينها وكيفية تحزينها في حال اندلاع الحرب كي نمنع تدافع المواطنين الى الاسواق وتفريغها بطريقة تضر بالسوق وتضعف قدرة استمرار الامدادات المطلوبة.

وختم بالقول: “هذه أفكار تهدف الى استنهاض الهمم وليس الترويع او التهويل لنعد خطة عمل شاملة في كافة القطاعات والمجالات وألا نكتفي بالقول والتحذير و/او نكون فقط في موقع رد الفعل. إن استعدينا نعلم أننا لن نستطيع أن نغطي كل الاحتياجات والمتطلبات ولكن على الاقل نستطيع أن نمتص الصدمة الاولى ونخفف من وقعها علينا. فالاستعداد وان كان بحده الادنى يوفر لنا قدرة اكبر على الصمود والثبات”.

إغلاق