الوحدة 8200 والذباب الالكتروني.. يد واحدة ضد المقاومة والشعب الفلسطيني

الضفة الغربية – الشاهد| منتشرون بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويتلقون تعليمات واضحة ويعملون وفق أسلوب القطيع، هؤلاء هم الذباب الالكتروني المكمل لدور وحدة 8200 الاستخبارية التابعة للاحتلال.
فهذه الوحدة النخبوية على صعيد السايبر والنشر الالكتروني والتتبع، تلقت ضربة قاصمة في السابع من اكتوبر، وترى أن قيامها بتوجيه هذا الذئاب أو تماثلها مع أهدافه هو جزء من رد الاعتبار أمام المقاومة.
ويمكن بسهولة تمييز عمل هذا الذباب، فهم لا يتورعون عن تأليف الإشاعات والكذب وفق سيناريوهات تعتمد على أشباه الحقائق، ثم بناء رواية تعتمد على ربط الأكاذيب بعضها والنيل من الشخص أو الجهة المستهدفة.
وبدأ واضحاً أثر عمل الذباب الالكتروني خلال العدوان المستمر على قطاع غزة، حيث يتواجدون بكثافة على المنصات الاجتماعية، ويستعينون بخبرات أمنية توفرها لهم وحدات السايبر التابعة لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
لكن ما علاقتهم بوحدة 8200 التابعة للاحتلال، وللإجابة على هذا السؤال يمكن تتبع قائمة الأهداف التي تم التعامل معها من قبل الذباب الالكتروني، والتي يظهر فيها باستمرار محاولة تشويه صورة المقاومة الفلسطينية والنيل من قياداتها.
ويشكل هذا الهدف نموذجا واضحاً الترابط في العمل بين الذباب والوحدة الاسرائيلية، إذ تنتشر الصفحات المشبوهة والممولة التي تتهم المقاومة بالتسبب في سقوط آلاف الضحايا خلال العدوان، وهو نصف الجهد، ليأتي الذباب مكملاً للجهد الاسرائيلي بالتفاعل مع تلك الصفحات ورفع نسبة وصولها للجمهور عبر المشاركة بتفاعل وتعليقات تحوى أغلبها شتائم نابية ضد المقاومة وقياداتها.
كما برز نمط آخر لتكامل العمل بين الذباب الالكتروني التابع للسلطة وأهداف الاختلال، حيث ظهر مؤخرا شخص يدعى محمد البطة، ونشر فيديو يحوى أكاذيب واضحة بحق المقاومة، ومحاولات مستمية لتحميلها مسؤولية الجرائم التي تجري بغزة، مقابل تبرئة الاحتلال وإظهاره على أنه يدافع عن مستوطنيه من إرهاب المقاومة.
ولم يكن مفاجئاً على الاطلاق تفاعل مؤثرين صهاينة بارزين مع برنامج البطة، وظهر الصحفي الإسرائيلي ايدي كوهين وهو يشيد بما نقله البطة خلال برنامج، كما أيده في ذلك الناطق باسم الاحتلال افيخاي أدرعي.
ومع استمرار المفاوضات والجولات باتجاه إقرار هدنة ما تزال غير منجزة بين المقاومة والاحتلال، استبق الذباب الالكتروني أي محاولة لتسطير انحاز للمقاومة وانهاء الحرب بإغراق المنصات بتحليلات ومعلومات مغلوطة حول تناول المقاومة عم شروطها، بينما لم يتضح مصداقية أو حقيقة أي من الساعات المتداولة.
ولا يقتصر عمل الذباب على تشويه المقاومة والنيل منها في غزة، فهو يجد في كل مناسبة فرصة للهجوم على المقاومة، عبر قلب الحقائق وتشويهها، ومثال على ذلك الاشادة بملاحقة السلطة للمقاومين في الضفة بزعم انهم منفلتون أمنيا، وهي كذبة ينسفها واقع الضفة الذي يشهد اعتقالات لطلبة جامعات وأسرى محررين وأحيانا لاطفال ونساء.
كما يروج الذباب لأفكار مستقاة مع المنهاج الاسرائيلي في هندسة الوعي الفلسطيني، من خلال التفاخر بإحباط العمليات وتفكيك عبوات المقاومة بزعم أنها موجودة في مناطق سكنية، أو أن تلك العمليات ستسبب في إغلاق المعابر وبالتالي قطع أرزاق آلاف العمال.
كما شهدت الفترات السابقة والحالية دخول ذباب الكتروني يتبع لأنظمة عربية متماهية مع الاحتلال على مسار العمل، ومن أبرزها مجموعات الذباب المرتبط بالمخابرات السعودية، الذي ظهر في سياق الرفض الفلسطيني لتصريحات وزير الخارجية السعودية بإمكانية ادخال قوات عربية لإسناد السلطة بعد عودتها لغزة على ظهر الدبابة.
وعلى الرغم من كل هذا الجهد المبذول في دوائر الاحتلال والسلطة والمخابرات العربية لتشويه صورة المقاومة وقياداتها، لا يبدو أن تلك المحاولات قد أجدت نفعا، فجولة بسيطة على المنصات الإخبارية الموثوقة مثل قناة الجزيرة وغيرها، يتضح حجم الالتفاف الفلسطيني والتعاطف العربي مع غزة ومقاومتها، فعل يعي الذباب الالكتروني هذا الدرس أم أن تعليمات الوحدة 8200 لها القيمة الأكبر لديه.
فضح الذباب
مراقبون أكدوا أن هذا التشويه المتعمد للمقاومة ونضال قادتها، يعكس حجم الانحدار الوطني والأخلاقي لذباب السلطة الفلسطينية وانصهاره الكامل لخدمة الاحتلال.
وأشار هؤلاء إلى أن هذه الاتهامات الساذجة والإخراج الإعلامي الرديء يفضح هذه الفبركات الإعلامية، والتصريحات المنسوجة المنسوبة لقيادات المقاومة ومحاولتهم زرع الفتنة بين فصائل المقاومة.
ودعوا إلى حملات إعلامية مضادة في مواجهة دعاية السلطة والاحتلال ضد المقاومة؛ مشيرين إلى أنها كفيلة بلجم التشويه المتعمد، وفضح الذباب الالكتروني التابع لهم.
تشويه المعارضين
وكان نشطاء فلسطينيون كشفوا في وقت سابق عن وحدة تنشط كذباب الكتروني يعمل لصالح أجهزة السلطة من أجل تشويه معارضي السلطة ومهاجمة المقاومة.
ونشر النشطاء صورا لمحادثات داخل مجموعات تابعة لـ” وحدة المتابعة والسيطرة الالكترونية – رام الله وتتشكل من مجموعة ضباط في أجهزة أمن السلطة.
وبحسب ما يظهر، فإن مهمة هذه المجموعة اغلاق الصفحات الفلسطينية من خلال التبليغ عن المنشورات او من خلال اشخاص يتواصلون بشكل مباشر مع شركة ميتا او من خلال التواصل مع الاشخاص الذين يتم كشفهم بسبب مواقفهم المخزية، كما حصل مؤخرا مع الناشط معتز عزايزة الذي هرب من غزة وارتمى في حضن السلطة برام الله.
ويظهر من خلال التسريب كيفية التبليغ عن المنشورات، وطريقة التواصل مع شركة ميتا بدعوى الارهاب لاي منشور عن شهيد او عن المقاومة أو عن الاحتلال.
وقال النشطاء إنهم راقبوا المجموعة على مدار ايام، وتمكنوا من حذف بعض المنشورات التي تم توجيه الذباب للتبيلغ عنها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=72625