باحث: السلطة تخلت عن المحميات الطبيعية بالضفة وتركتها نهبا للاحتلال ومستوطنيه

رام الله – الشاهد| قال مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد أريج للأبحاث التطبيقية بالقدس سهيل خليلية إن السلطة الفلسطينية تخلت عن المحميات الطبيعية في الضفة الغربية المحتلة وتركتها نهبا للاحتلال ومستوطنيه.

وذكر خليلية في تصريح أن استهداف الاحتلال بطلب من مجموعة “ريغافيم” الاستيطانية، التي تراقب وتلاحق البناء الفلسطيني الذي تصنفه بأنه “غير قانوني” في المنطقة المسماة “ج”.

وبين أن المحمية كانت موضع تفاوض بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل” في تسعينيات القرن الماضي، وجرى الاتفاق بتصنيفها منطقة “ب” دون أعمال بناء فيها، لكن مع اجتياح الضفة وإقامة الجدار وحصار المناطق الفلسطينية، ومنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم وأملاكهم الخاصة، تزايدت الكثافة السكانية، فاضطر الفلسطينيون للبناء في المحمية الطبيعية.

وذكر الباحث أن منظمة “ريغافيم” بدأت بملاحقة ومتابعة ما يحدث في المنطقة، وطالبت بأن يتم هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، لكن العقبة كانت أنها مصنفة ضمن مناطق “ب”، وأن الجيش الإسرائيلي غير مخول بتنفيذ عملية الهدم.

ومع قدوم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وتولي المستوطن بتسلئيل سموتريتش وزارة المالية، وحصوله على منصب وزير في وزارة الجيش، وتوليه رئاسة الإدارة المدنية المسؤولة عن الشؤون المدنية بالضفة، عادت مجموعة الاستيطان “ريغافيم” لتحفز الحكومة على ملاحقة المباني الفلسطينية.

وكان أول شيء قامت به المجموعة إصدار خريطة توضح المنطقة المستهدفة وتمتد من شرقي بيت لحم حتى جنوب شرق محافظة الخليل، ووفق خليلية فإن الاستهداف يطال أكثر من 3 آلاف منزل ومنشأة فلسطينية متنوعة.

وبرأي الباحث المختص بشؤون الاستيطان فإن الاحتلال “يلجأ لتصنيف الأراضي كمحميات طبيعية للسيطرة على أكبر قدر ممكن من مساحة أراضي الضفة”، وفي المقابل يجرف ويخرب مناطق يصنفها الفلسطينيون محميات طبيعية.

ونبه إلى أن مساحة الأراضي المصنفة كمحميات طبيعية والتي يستعد الاحتلال لضمها في الضفة، تتجاوز 700 كيلومتر مربع، أي نحو 12.5% من مساحة الضفة.

وأشار إلى سابقة في إعادة تصنيف محميات طبيعية أو أجزاء منها لتصبح مناطق سكنية، كما جرى في جبل أبو غنيم في القدس عام 1997 عندما قام بتغيير تصنيفه من غابة خضراء إلى موقع سكني، موضحا أن “تغيير تصنيف الأرض وإعادة تخصيصها للسكان يكون لصالح الاستيطان واليهود تحديدا، ولا يشمل الفلسطينيين”.

الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=72749