مسارات يكشف: لماذا تميل فتح إلى مهادنة الاحتلال وترفض أي إصلاح؟
رام الله – الشاهد| رأى مدير البحوث والسياسات في مركز مسارات خليل شاهين أنه لا يمكن القول إن حركة فتح كلها ترفض مقترحات إحياء دور المنظمة وتطويرها، فهناك جزء أصيل داخلها يطالب، من وقت طويل، باستعادة الوحدة الوطنية بمشاركة القوى كافة.
وقال شاهين في تصريح إن التوجه ينتمي للفكرة الأصلية للمنظمة التي تقوم على جماعية التمثيل والقواسم المشتركة للشعب الفلسطيني، بمعنى أنها لا تتبنى موقف فصيل بعينه وإنما تتبنى موقفا جماعيا، وبرنامجا يشمل القواسم المشتركة بدون الإخلال بالبرامج الخاصة بكل فصيل على حدة بما يحافظ على التعددية الموجودة في المجتمع الفلسطيني.
وذكر أن هذا ما كانت عليه الحال في مراحل سابقة، مثل مرحلة تبني خيار الدولة على حدود عام 1967 في السبعينيات، إذ كانت هناك قوى معارضة لهذا الخيار داخل المنظمة ومنها اتجاهات داخل حركة فتح نفسها، واستمر هذا الواقع حتى بعد اتفاق أوسلو.
وأشار إلى أن ما يعزز الأزمة الفلسطينية الداخلية القائمة هو الخشية من عدم البقاء، ليس لدى الأفراد فقط وإنما أيضا لدى المؤسسات المُهيمن عليها سواء من قبل الرئيس أو المجموعة المستفيدة المحيطة به، ولذلك هناك خوف من أن أي تغيير سيمس بواقع هذه الهيمنة والتفرد.
ونبه إلى أن هناك اعتقاد لدى قيادة المنظمة والسلطة أن المهادنة مع الاحتلال وداعميه هي ما يحمي رأسها ويعزز بقاء السلطة، فكلما اشتدت حدة المواجهة مع الاحتلال مالت القيادة إلى المزيد من المهادنة، ولكن هذه السياسة خاطئة، لأن المشروع الصهيوني لا يخفي أهدافه بالقضاء على السلطة، ونتنياهو يصرح علانية بأنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية.
وأكد شاهين أنه ضمن سياسة المهادنة هذه، أصبحت قيادة السلطة تخشى التواصل مع حماس لأنه سيزيد الخطر على المنظمة والسلطة؛ حيث سينظر إليه على أنه “تواصل مع حركة مصنّفة إرهابية”، ولذلك تُفشل محاولات اللقاء والاجتماعات مثل لقاء بكين.
ونبه إلى أن هذا الموقف ليس جديدا، إذ كان هناك رأي لدى قيادة المنظمة بعدم انضمام حماس والجهاد الإسلامي للمنظمة خشية تصنيف المنظمة على أنها “جهة إرهابية”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=72767