والدة باسل الأعرج: أجهزة السلطة هي التي كشفت مكان ابني للاحتلال حتى يغتاله

والدة باسل الأعرج: أجهزة السلطة هي التي كشفت مكان ابني للاحتلال حتى يغتاله

رام الله – الشاهد| أكدت سهام الأعرج والدة الشهيد باسل الأعرج، أن السلطة هي التي تقف خلف اغتيال "باسل" والكشف عن مكانه، واصفة ما تقوم به أجهزة السلطة بأنه يهدف لتحويل الشعب الفلسطيني لشعب ذليل يرضخ لها ويتخلى ببساطة عن مطلبه.

 

وأشارت الى أن السلطة تحاول إخماد صوت الشعب من خلال اعتقال أبنائه، والكشف عن أماكن تواجدهم للاحتلال، مشددة على أن السلطة باتت خادمة لسلطات الاحتلال وتعمل جاهدة للحفاظ على أمنه. 

 

وقالت إن ابنها باسل ناضل ضد الاحتلال، بقلمه ولسانه، وتعرض للاعتقال من قبل أجهزة أمن السلطة لستة أشهر، فيما تعرض للمطاردة من قبل الاحتلال لستة أشهر أخرى بهدف إسكات صوته وقلمه وسلاحه الذي أرعبهم، حتى استشهد فجر 6 مارس عام 2017.

 

وأوضحت أن السلطة لم تهدأ باستشهاد "باسل" فحاولت التضييق على العائلة لإسكات صوتها، من خلال إرسال بلاغات لمراجعة ابنها البكر "سعيد" مقرات أمن السلطة، مؤكدة أنهم رفضوا تلك البلاغات او التعاطي معها، ولم يعيروها أية اهتمام.

 

ملاحقة واستشهاد

وعلى وقع الرصاص والاشتباك، وفي مثل ها اليوم من العام 2017، اختار الشهيد باسل الأعرج ان يكتب وصيته الاخيرة بدمه، بعد أن وجد أجوبته أخيرا، وبعد رحلة من الاشتباك مع الاحتلال وأجهزة امن السلطة.

 

وفي ذكرى استشهاده التي باتت مناسبة وطنية يحيها المواطنون، يستذكر النشطاء زميلهم وصديقهم باسل، وما واجهه من ملاحقة واعتقال على يد أجهزة السلطة، بل إن محاكمته سياسيا استمرت حتى بعد استشهاده.

 

ولطالما قامت أجهزة السلطة بملاحقة باسل، حيث اعتقلته في أبريل 2016، ثم أعلنت عن اختفائهم 10 أيام، ثم جرى تمديد توقيفهم في محكمة رام الله 15 يومًا لما أسمته "تهمة الانتماء لعصابات ومليشيا مسلحة، والإخلال بأمن الدولة.

 

ورفضت محكمة رام الله حينها طلبات إخلاء سبيلهم، وحولتهم لسجن أريحا، وهناك تم تمديد توقيفهم لـ 45 يومًا، ثم نقلوا لسجن بيتونيا برام الله وتم تمديد اعتقالهم لـ 45 يومًا أخرى، حيث خاض مع رفاقه المعتقلين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، وعلى إثره، حُول ملفهم لمحكمة صلح رام الله وشطبت التهم الموجهة إليهم واختصرت بحيازة سلاح دون ترخيص، وأفرج عنهم في الثامن من سبتمبر 2016.

 

وبعد الإفراج عنهم، ظل باسل متواريًا عن الأنظار ويحمل بين يديه رشاشه الذي اشتراه كي ينفذ به عملية فدائية، ويحمل على كتفه حقيبة بداخلها كتبه التي عشق مطالعتها باستمرار، فيما اعتقل الاحتلال رفاقه الخمسة تواليًا.

 

واستشهد في مثل هذا اليوم من مارس/آذار2017 عندما اقتحمت قوة خاصة "إسرائيلية" منزلاً تحصن به في مدينة البيرة قرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

 

واشتبك الأعرج مع قوات الاحتلال لمدة ساعتين، وبعد نفاد ذخيرته، اقتحم الاحتلال المنزل الذي كان يتحصن فيه وقتلته واختطف جثمانه.

 

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي وصية تركها الشهيد داخل البيت الذي تحصن فيه، قال فيها: "تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد فإن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلب سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء".

 

وأضاف الشهيد الأعرج في وصيته: "لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة.. وأنا الآن أسير إلى حتفي راضيًا مقتنعًا وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني! وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد. وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهورٍ طويلة، إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء، فلماذا أجيب أنا عنكم، فلتبحثوا أنتم… أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله".

 

إغلاق