تفكيك عبوات وملاحقة للمقاومين.. أجهزة السلطة تعمل بإخلاص لخدمة أمن الاحتلال

الضفة الغربية – الشاهد| لا يكاد يمر يوم دون ان تقوم أجهزة أمن السلطة بمصادرة عبوات ناسفة يزرعها المقاومون على طريق جيش الاحتلال داخل وفي محيط المدن والقرى الفلسطينية، وخاصة بعد زيادة وتيرة الاجتياحات الموسعة للضفة بشكل لافت مؤخرا.
وتقوم اجهزة السلطة بإتلاف العبوات وتفجيرها بعد مصادرتها، ما يعني توفير حماية مباشرة للاحتلال من الفعل المقاوم المتصاعد بالضفة، خاصة بعد عملية طوفان الاقصى، وكل ذلك بموازاة حملات اعتقال وملاحقة مكثفة للمقاومين.
وتحاول اجهزة السلطة تسويق فعلها الخياني هذا من باب الزعم بإزالة الضرر والخطر الناجم عن زراعة العبوات على المواطنين، وهي ذريعة لا تصمد أمام وعي الجمهور الفلسطيني بمرامي وأهداف السلطة من وأد أي محاولة لمقاومة الاحتلال، وهي حفظ أمنه والعمل ككلب حراسة له.
كما لا تصمد هذه المزاعم أمام حقيقة أن الفلتان الأمني يضرب الضفة بشكل قاس، حيث تتكرر حوادث القتل وجرائم السرقة والسطو المسلح بشكل يومي، بينما تتساهل السلطة إزاء مظاهر أخذ القانون باليد، والسلاح العشائري وحالات الاختراق القيمي والأخلاقي لبنية المجتمع الفلسطيني
ولا تتحرك أجهزة السلطة لفعل شيء على أرض الواقع، بل يتورط عناصرها بشكل مباشر في هذا الفلتان، فلماذا لا تتحرك هي لحماية المواطنين إن كانت حريصة عليهم كما تزعم.
ويبدو أن أزمة ضعف السلطة وأدائها السلبي انعكست بأبشع صوره على المدينة، وأفسحت المجال للاقتتال العشائري.
وقال الكاتب الصحفي نهاد ابو غوش إن “ما نشهده اليوم من تشاحن واقتتال، يُعتبر نتاج سنوات من التغول الإسرائيلي في المجتمع الفلسطيني، وضعف السلطة وتركيزها على البعد الأمني بمعناه السياسي، وليس المرتبط بأمن المجتمع”.
وشدد على أن السلطة تظهر كل أشكال الشدة والبطش اتجاه المعارضة السياسية، وعلى العكس تمامًا، إذا ما تعلق الأمر بالفلتان الأمني ذو الطابع العشائري والاجتماعي.
وهذا الموقف عبر عنه الناشط فخري جرادات، والذي عمل سابقا كمرافق للرئيس الراحل ياسر عرفات، حينما انتقد بشدة غياب أجهزة السلطة عن دورها بحماية المواطنين من جيش الاحتلال، حيث تختبئ داخل مقراتها وكأن الأمر لا يعنيها.
وأكد جرادات الذي اعتقلته أجهزة السلطة لاحقا بسبب تصريحاته، إن جيش الاحتلال كان على بُعد أمتار من قوات السلطة الفلسطينية التي اجتاحت جنين قبل عدة أيام.
وأوضح ان هذه القوات تُغلق أبوابها عند اقتحام الاحتلال وتترك الشباب لمواجهة مصيرهم، وبعد انسحاب الاحتلال تطارد المقاومين وتفكك العبوات.
وجاء حديث جرادات بعد ساعات من مجزرة ارتكبها الاحتلال في جنين وراح ضحيتها عدد من الشهداء الفلسطينيين، وهو ما تزامن مع نشاط لأجهزة أمن السلطة بملاحقة بعض المقاومين وتفكيك عبوات ناسفة زرعها مقاومون للتصدي للاحتلال خلال اقتحامه لجنين.
كما وتحاول السلطة إنهاء العمل المقاوم من خلال الذهاب إلى خيار عرض مغريات مادية ووظيفية على المقاومين، كما حدث مؤخرا في مخيم بلاطة حينما عرض رئيس الحكومة محمد مصطفى مغريات ومحفزات ووظائف لكل من يلقي سلاحه من المقاومين.
لكن هذه المحاولات باءت بالفشل كسابقاتها التي حاولت السلطة من خلالها إنهاء ظاهرة عرين الاسود في نابلس، حيث رفض غالبية المقاومين هذه العروض، وتمسكوا بالبندقية ومقاومة الاحتلال ولو على حساب أرواحهم وبيوتهم.
وكثفت أجهزة السلطة من سلوكها الوطني المشين بتتبع عبوات المقاومة وإبطال مفعولها، حيث تكرر هذا السلوك بشكل لافت مؤخرا، حينما فككت أجهزة أمن السلطة عبوات ناسفة في طوباس وجنين وطولكرم وغيرها.
كما تنشط أجهزة أمن السلطة في جمع المعلومات الأمنية عن عناصر المقاومة وتحركات كل منهم وأي عمليات ينوون تنفيذها بهدف إحباطها أو تسليمها للاحتلال لقتلهم أو اعتقالهم ضمن التنسيق الأمني المستمر منذ اتفاق أوسلو.
هذا السلوك تسبب في غضب شعبي تجاه السلطة، وهو ما دفع عائلات المقاومين المطاردين الذين تلاحقهم أجهزة السلطة في طوباس، بالتأكيد على أن كل من يلاحق المقاومين ويتسبب بإيذائهم فعليه أن يتحمل مسؤولية ما يفعله.
وطالبت العوائل، أجهزة أمن السلطة بالتوقف عن ملاحقة ومطاردة أبنائهم أو التضييق عليهم، مشددين على وجوب تركهم لمصيرهم الذي اختاروه.
ولا يبدو أن أجهزة السلطة في وارد تغيير سلوكها أو قناعاتها، فمصيرها مرتبط بوجود الاحتلال، وقد اختارت هذه المنظومة الأمنية بقاء مصالحها مع الاحتلال على الانحياز للشعب الفلسطيني، وهو اختيار ستدفع ثمنه عاجلاً أو آجلا، وهي حقيقة راسخة في سيرة الشعوب التي قاتلت المحتلين وعملاءهم على حد سواء.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=73128