محلل سياسي: منظمة التحرير فقدت مكانتها منذ تخليها عن الكفاح المسلح
الضفة الغربية – الشاهد| أكد الكاتب والمحلل السياسي باسل رزق الله، أن منظمة التحرير فقدت الكثير من دورها وحضورها ووظيفتها ومعنى اسمها، قبل إنجاز مهمة التحرير بعد أن تخلت عن الكفاح المسلح.
ولفت إلى أنه تلاشى دورها، وهمشت مكانتها السياسية، وصارت سفاراتها وممثلياتها في العالم، سفارة لدولة فلسطينية مبتورة وغير ناجزة، وفي لحظة كانت على وشك أن تصير مؤسسة داخل “الدولة” حتى بالمعنى القانوني.
وقال إن الدور الأهم المفقود لمنظمة التحرير، أو المغيب، فهو غالبًا ما تعودته الأذن مباشرة بعد اسمها؛ “الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني” في كافة أماكن تواجده، وهو دور لا يقتصر على مجرد التمثيل بالمعنى القانوني للكلمة، بل بوصف المنظمة ساحة للنقاش السياسي، وساحة للمساهمة في بلورة والتوافق على تصور وطني، في لحظة هي الأصعب في تاريخ الشعب الفلسطيني.
ورأى أنه منذ تأسست المنظمة، في إطار الصراعات السياسية العربية، تحولت إلى مركز للنقاش السياسي العام، ففي طورها الأول، ورغم معارضتها من قبل الفصائل الفلسطينية، إلى أنها كانت موقعًا أساسيًا للنقاشات العمومية، وكانت العلاقة معها موضع تأثر، إذ شكلت الفصائل الفلسطينية، وعلى قاعدة النقاش والمجابهة مع قيادة المنظمة حينها، بياناتها وبرامجها السياسية.
وذكر أنه في ظل شتات فلسطيني، فإن قيمة منظمة التحرير، وبالأخص في مجالسها الوطنية، كانت الفضاء العام الفلسطيني، الذي غاب عن أرض الواقع، وصار يتحقق في جلسات ومؤتمرات تعقد في البلدان العربية.
ونوه إلى أنه رغم وجود قيادة مهيمنة على المنظمة، وهذا لم يتحقق لها بسلاسة وهدوء، إلّا أنّ القرارات كانت تحتاج فعلًا إلى إجماع، استخدمت فيها أدوات سياسية عدة، وكانت الفصائل التي غابت لسنوات عن المنظمة، على خلفية مواقف سياسية قد عادت إليها، بعد تسويات ومساومات.
ولفت إلى أنه وعلى امتداد السنوات الماضية، تحولت المنظمة إلى أداة تستخدم في مواجهة أي تحديات سياسية للقيادة المهيمنة، فأصبحت مهمة مجددًا بعد انتخابات 2006، ويتكرر ذلك مع كل خلاف أو تصريح سياسي لا يعجب قيادة السلطة، عبر استخدام مخصصات الفصائل في المنظمة كأداة ابتزاز سياسي.
وقال إن النقاش الدائر حاليًا عن المنظمة وضرورة إعادة تفعليها وتوسيع تمثيلها وتعريف دورها السياسي ودمقطرتها، في ظل حرب إبادة على غزة، وعدوان متواصل على الضفة، ومحاولة تصفية الشعب الفلسطيني بالمعنى السياسي تحت عنوان خطة “اليوم التالي”، لم يبتعد كثيرًا عن سيرة منظمة التحرير ودورها التاريخي، بوصفها مكانًا جامعًا للشعب الفلسطيني، وفضاءً عموميًا عامًا.
وانتقد الكاتب رزق الله منا يثار من الهلع في رام الله، مع كل نقاش عام عن منظمة التحرير، موضحاً أنه من المشكوك في كون هذا النقاش يرتبط بـ”القلق” على مكانة وحضور المنظمة، التي غيبت ضمن سياق ممنهج، فمن يهتم بالمنظمة حقًا، ويدرك التحديات المحيطة في قضية فلسطين، كان من المفترض أن يكون هو المبادر لإعادة تفعيلها.
وأكد أن المطلوب ليس دخول فصائل فلسطينية وطنية للمنظمة فقط، بل إيجاد جسم تمثيلي أوسع، يضم شخصيات مستقلة مثقفة وناشطة في المجال العمومي، وهيئات فلسطينية ناشطة، وتفعيل النقابات واستعادة دورها، بما يتوافق مع واقع القضية الفلسطينية اليوم.
ورأى أن الأمر يحتاج إلى نظرة على استطلاعات الرأي الأخيرة، لا لفحص تمثيل الفصائل في سياق مناكفة سياسية، بل البحث عن التصورات السياسية وسؤال التمثيل، لإدراك ضرورة حراك شعبي، يساهم في حالة تستعيد دور المنظمة، التي حصلت عليه بتضحية فلسطينية هائلة، وهي ضرورة اليوم لعدم إهدار التضحية الفلسطينية المستمرة في غزة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=73299