قيادي: السلطة شريكة الاحتلال بحرب غزة ويجب تحرير منظمة التحرير

قيادي: السلطة شريكة الاحتلال بحرب غزة ويجب تحرير منظمة التحرير

رام الله – الشاهد| قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني عن جبهة التحرير الفلسطينية هشام أبو ريّا إنه ومنذ بداية معركة طوفان الأقصى حافظت ساحة رام الله، كما الخليل وبيت لحم، على مستوى لا يُذكر من فعاليات إسناد قطاع غزة بفعل عمليات القمع والتطويع التي تنفذها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.

وأوضح أبو ريا أن صحيح أن الاحتجاج الشعبي جرى تفكيكه خلال سنوات من عمليات التطويع والقمع والنيوليبرالية، بعد أن خاض مواجهات حاسمة منذ عام 2011، خرج من مجملها، غير قادر على تحقيق مطالبه إلا أن مجمل الآراء تتحدّث عن تقصير شعبي واضح، إذ تنعدم تقريباً المبادرات الشعبية، لمناصرة غزة، أو التفكير في آليات المقاومة الشعبية ومنع الاستيطان.

وذكر أنه ومع المحاولات، تقمع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المتظاهرين، وهذا ما شهدناه في أكبر حضور شعبي، يوم 17 تشرين الأول 2023،
حين نفّذ الاحتلال مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني. يومها هتف الناس أيضاً ضد السلطة، فتحولت التظاهرة إلى ساحة قمع وحشية، استشهد خلاله محمود أبو اللبن في رام الله، ورزان وفراس تركمان في جنين، ومحمد صوافطة في طوباس.

وأوضح أبو ريا أنه ورغم تشاؤمه قبل هذا التاريخ، إلا أن «7 أكتوبر» أعاد تعريف القضية بالنسبة إلينا، فوجودنا على دوار المنارة، أصبح مرتبطاً بقوة بغزة ولبنان واليمن والعراق وكل ساحات المقاومة.

وقال: “قبل 7 أكتوبر كان هناك أشكال عديدة من المقاومة في الضفة الغربية، والشكل الأكثر تأثيراً، كان المقاومة المسلحة المنظمة في شمال الضفة، والعمليات الفردية في المناطق المختلفة. أما الثاني، فهو المقاومة الشعبية الموجودة في مجمل المناطق، تحديداً في مناطق التماس مع العدو، وكان التصاعد ينمّ عن أن لا خيار سوى المواجهة والمقاومة”.

وبين أنه منذ «7 أكتوبر»، كثر يشعرون بالفخر، مع رؤيتهم جبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية، وكذلك بالعجز من عدم القدرة على إسناد غزة كما هو مطلوب. لا أدعو إلى دخول عمل مسلح غير محسوب، لكن يجب ترك الشعب كما يشاء، لينظم نفسه ويدافع عن أرضه، ويجب التوقف عن ملاحقة المقاومين واعتقالهم، والتبليغ عنهم، وتفكيك عبواتهم.

وبين أن الحالة الشعبية غير مواكبة نهائياً، هناك حالة من الضياع، وبيع الوهم، وإغراق الناس في نمط حياة اقتصادي، فقد أصبح البنك أقرب من الوطن.

وأشار أبو ريا إلى أن هناك لوم على فصائل العمل الوطني، ومؤسسات المجتمع المدني، مع رضى كل منهم بدوره في هذا النظام. صحيح أن الناس لا يزالون يسألون عن جدوى التظاهر في رام الله بين دوار المنارة والساعة، والجواب، أن هذا شكل تعبوي لا يجب الاستهانة به، فيه تعبئة فكرية وبناء علاقات نضالية، وفيه ضغط على السلطة، وكذلك إسناد المناطق التي تتعرض لهجمات المستوطنين في القرى، وهجمات الجيش في مدن الشمال، يتطلب تعبئة من داخل رام الله والخليل وبيت لحم، لإسناد هذه المناطق.

وأكد أبو ريا أن السلطة غير بريئة من كل ما يجري، ليس فقط في الضفة، إنما أيضاً في غزة، فهي منذ سنوات وضعت نفسها في محور مستسلم، والآن متعاون في الإبادة، مثل مصر والأردن والسعودية والبحرين والإمارات.

ونبه إلى أنه حالياً، لا يزيد دورها عن وكيل يعمل من خلال ضرائب الناس، ويختطف المؤسسات الفلسطينية، ولا يوجد أي برنامج أو رؤية سياسية لديها. المفروض حالياً دعم صمود المقاومة في غزة من أجل النصر، ومن ينظر إلى عمل السلطة في الضفة و«حماس» في غزة منذ عشرين عاماً يرى الفرق في القيادة والعقلية والتخطيط.

ووفق أبو ريا فإن وأوضح تعبير، كانت أصوات النشاز التي أدانت المقاومة في غزة، وأعطت العدو الذريعة والمشروعية والحماية لاستمرار الإبادة، وهذا ليس غريباً، فالسلطة مشاركة فعلية في حصار غزة منذ سنوات، مالياً وسياسياً، وبشتى الطرق.

أما على صعيد المنظمة، فآخر اجتماع للمجلس الوطني، كان عام 2018، وكانت هناك قرارات مثل وقف العلاقة مع العدو الإسرائيلي، وسحب الاعتراف، وإلغاء اتفاق باريس، ووقف التنسيق الأمني، وطبعاً هذه القرارات لم تُنفذ. المنظمة لها شرعية تاريخية، لكن ليس لديها شرعية كفاحية، وهي بالتأكيد لا تعبّر عن 10% من الشعب الفلسطيني، المنظمة مخطوفة، ووصلت إلى طريق مسدود، فقط تسمع مسميات قيادية، لكن في الجوهر لا شيء. وهناك تبنٍّ للمبادرة العربية التي هي جزء من تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء المقاومة، وفي داخل الاجتماعات والأروقة، هناك قمع ورفض لسماع أي صوت غير صوت التسوية.

وبين أن “منظمة تحرير واجتماعات وأعضاء ومناصب لا يستطيعون حماية قرية من هجوم مستوطنين، أو حتى حماية شجرة زيتون واحدة. إذاً هناك فساد وتعفّن واضحان، ومع ذلك أنا لا أدعو إلى استبدالها، إنما إلى تحريرها، أو استردادها إلى الشعب الفلسطيني”.

إغلاق