تحريض ودعوة للحرب الأهلية.. هيئة التوجيه في الخليل تدعو عناصر الأمن لقتل المقاومين
الضفة الغربية- الشاهد| بدلاً عن حشد الطاقات لنصرة قطاع غزة والأسرى بحسب ما اتفقت عليه الفعاليات الوطنية، اختارت ما تسمى هيئة التوجيه السياسي التابعة لأجهزة أمن السلطة في محافظة الخليل أن تحرض على المقاومة وتدعو لسفك الدم وإشعال فتيل الحرب الأهلية.
ووزعت الهيئة بيانا لمنتسبي الأجهزة الأمنية، حمل تحريضا واضحاً ضد كل مقاوم يحمل السلاح في وجه الاحتلال، ودعت إلى استحلال دمائهم ومواجهتهم.
وحفل البيان بأكاذيب وأضاليل كثيرة من قبيل تحذير أفراد الأجهزة الأمنية من تكرار ما حدث لهم في العام 2007 إبان حقبة الخلاف الداخلي، وطالبت عناصر الأمن ببذل كل جهد لعدم تكرار ذلك.
ويمكن بسهولة دحض هذه الكذبة من خلال النظر إلى واقع الضفة الغربية، التي لا تمتلك فيها الفصائل المعارضة للسلطة بنية عسكرية حقيقية تتيح لها إزاحة السلطة عن الحكم، فضلاً عن وجود الاحتلال ميدانياً، باعتباره الضمانة الأكبر لبقاء السلطة.
كما أن الفصائل الفلسطينية التي تقاوم في الضفة الغربية أعلنت بوضوح أنها ليست معنية بأي مواجهة مع أجهزة السلطة، رغم الجرائم والملاحقات والاعتقالات التي تطال المقاومين، وأن السلاح سيكون موجهاً للاحتلال فقط.
كما زعمت الهيئة في بيانها أن سلاح المقاومة هو الذي يتم استخدامه في الشعارات والخلافات والفلتان الأمني، وهي كذبة يفندها واقع الضفة المعاش يومياً، حيث تحدثت مراكز حقوقية وشخصيات أهلية أن سلاح السلطة هو المستخدم في الفلتان على نطاق واسع.
ولم تكلف الهيئة المنكودة عناء تذكير عناصر الأجهزة الأمنية بما يحدث من مجازر في قطاع غزة بشكل يومي، أو أن تحدثهم عن الاحتياجات الدامية التي تتعرض لها مدن الضفة، فكل هذه الأمور ليست في سياق عمل الهيئة طالما أن الاحتلال هو الفاعل.
لكن الجزئية الوحيدة التي كانت تحمل الحقيقة في بيان الهيئة هي التأكيد على أن ما تمر به الضفة حاليا هو ظرف حرج للغاية بالنسبة للسلطة، وهي محقة رغم كذبها حيث ضاق المواطنون ذرعاً بفسادها وخدمتها للاحتلال، وقد يكون يوم كنسها وخلعها قد اقترب أكثر مما تخشاه الهيئة التي ليس لها من اسمها نصيب.. فلا هي توجيه .. ولا هي وطنية.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قالت في وقت سابق إن انهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي لفوضى أمنية تهدد الاحتلال نتيجة توقف عمل أجهزة السلطة، والتي كانت تجمع المعلومات الاستخبارية حول أي نشاط معادٍ للاحتلال.
وذكرت الصحيفة في تقرير أعده نيكولاس كريستوف، أن “انهيار السلطة عدم الاستقرار في جميع أنحاء الضفة ليست مشكلة للفلسطينيين فقط، بل هو تهديد أمني كبير لدولة إسرائيل”.
وأوضحت أنه في حال انهيار السلطة فلن تكون قواتها الأمنية موجودة لجمع المعلومات الاستخبارية حول التهديدات ومنع الهجمات، وليس من الواضح ما الذي سيحدث لأسلحتها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=73663