كاتب: فتح تحولت إلى ممالك إقطاعية تنهش بعضها وانهيارها يقترب
رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي إن حركة فتح بات يصعب لملمة مبعثراتها ولم شملها وجمع قادتها وفق برامج واحدة موحدة، إذ أضحت تحاول ومن خلال مؤسساتها إعادة هيكلة ذاتها عبر تجديد خطاباتها التي تتنازعه الكثير من التناقضات التي تعبر بالدرجة الأولى عن نزاعات شخصية لممالك تربعت على عرشها، وليس بالضرورة عرش الصف الأول.
وأوضح العموري في مقال أن ذلك بمعنى أن فتح قد صارت اليوم ممالك للكثير من الأمراء الجدد والقدماء الذين صنعوا لذواتهم الكثير من الإقطاعيات بصرف النظر عن مواقعها القيادية وأطرها المختلفة.
وذكر أن حركة فتح تعيش اليوم واحدة من أخطر مراحلها حيث ضياع هويتها وأسسها وثوابتها في معرض مزايدات الكثيرين عليها وعلى تاريخها، في الوقت الذي أصبح الكثير من رجالاتها يعبرون عنها دون أن ينتموا إلى أدبياتها وأسس منطلقاتها، محاولين إحداث تغييرا تطويعيا على فتح يفقدها ألمعتيها ورياديتها وحقيقتها الموضوعية كحركة سياسية نضالية كفاحية تبنت المشروع الوطني بالحرية والسيادة والاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية.
وذكر العموري أنه مما لا شك فيه أن فتح تتعرض لتحولات تاريخية وجذرية على مسارها حيث من الممكن وصف فتح في الظرف الراهن بمعايشتها لمخاض من نوع جديد وآخر من الممكن القول عنه أنه مخاض ما قبل الولادة الجديدة لفتح، والتي قد تكون ولادة مشوهة تأتي بشيء آخر غير فتح التي نعلم ونعرف، وقد تكون انبعاث طائر الفينيق الفتحاوي من تحت رماد وركام أزماتها وتناقضاتها.
وفي هذا السياق راح الكاتب يقول إنه يعاود الكثيرون تعليق الآمال على أشخاص قيادية في الحركة، الأمر الذي لا يبشر بالخير بالمرحلة القادمة، خصوصا في ظل الحالة الفلسطينية عموما، والتي باتت تهدد المشروع الوطني ككل ولها آثارها الكارثية على الكل الوطني وليس على فتح فحسب…
وبين أنه وحتى نعي حقيقة وطبيعة التحولات التاريخية والجذرية لمسار حركة فتح الراهن، وتحديدا بفترة ما بعد رحيل زعيمها وقائدها ياسر عرفات، وما بعد خسارتها بانتخابات التشريعي بالعام 2006، وفي ظل تنحي فتح عن المشهد النضالي الكفاحي الراهن بمختلف ارجاء الوطن وتحديدا في قطاع غزة ، لابد لنا من أن نسترجع حقيقة المبادئ الأساسية التي قامت عليها هذه الحركة، وطبيعة الظروف التاريخية التي واكبت فعل انطلاقاتها وحقيقة الظرف الموضوعي الذي صاحب انبثاق حركة فتح وخروجها إلى الواقع الفلسطيني والعربي/ وماهية العوامل الموضوعية التي صاحبت فعلها بكافة الظروف والمراحل.
وقال إنه إذ أن نشأة فتح وتكوينها وإعادة قراءة الحدث التاريخي لبدايات فتح تضع الأمور في نصابها الصحيح وتساعد بالتالي على معرفة ماهية التحولات الجذرية والتاريخية لمسار حركة فتح وحقيقة استراتجياتها ما بعد أزماتها الراهنة، التي اعتقد أن فتح اليوم بعيدة كل البعد عن ما جاء في نصوص وأدبيات مؤتمراتها الخمسة السابقة.
ونبه العموري إلى أن ذلك الأمر الذي يتطلب رصد وقائع فتح وحقائقها للإجابة على الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الكثير من الباحثين والمراقبين والدارسين لمسار الحركة الوطنية الفلسطينية عموما ولمسار حركة فتح خصوصا.
وأشار إلى أنه تأتي هذه المقدمة في محاولة لفهم ما يجري في فتح وهل من الممكن استنهاض فتح من جديد، وهو الأمر الذي بات ينادي فيه كل الغيارى الفلسطينيين والعرب القوميين على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، إذ أن انهيار حركة فتح وضياعها في أتون آخر غير أتونها وبرمجتها وفقا لاعتبارات وأجندات الغير سيصيب الحركة الوطنية برمتها بالشلل، والذي بات ملموسا بشكل أو بآخر في الظرف الراهن. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا ما هو السبيل لاستنهاض فتح من جديد وعودتها إلى أن تقود المشروع الوطني قيادة فعلية ومسؤولة بهدف استكمال مرحلة التحرر الوطني وذلك من خلال الخلاص من كل آفاتها والطحالب التي علقت بها؟؟..
وأكد ضرورة مواجهة الذات الفتحاوية بممارسة المراجعات النقدية اللازمة خاصة في ظل المرحلة الراهنة والتي تتميز بحالة الشرذمة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، وضياع الهوية الوطنية ومحاولة شطب الرقم الفلسطيني النضالي في معادلة الواقع الإقليمي الراهن.
ودعا العموري لاستبدال النهج والمنهج الوطني بأخر له علاقة مباشرة بما يتم تسويقه إسرائيليا واميركيا على شكل حلول لغزة او حتى للضفة الغربية وتناول المسائل الوطنية بالقطعة ومعايشة ومعاينة الازمات اليومية والحياتية للشعب الفلسطيني من خلال إدارة الحالة والازمة اذا ما جاز التعبير. وفتح غائبة او مغيبة والأصح انها تُغيب نفسها عمدا عن معادلة التأثير والتأثر مما يجري حاليا وفتح غير موجودة بالأساس بالميدان وبالتالي بالتأكيد غير موجودة على طاولة صناعة القرار للمصير القريب للشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=73814