محلل: السلطة عاجزة وضعيفة وتحتضر وتنتظر لحظة سقوط مدو
رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي علي سعادة إن ما يحدث في الضفة الغربية من جرائم حرب ينفذها الاحتلال في مدن وقرى ومخيمات الضفة يقع ضمن فضاء وحيز ومساحة السلطة الفلسطينية التي تراقب من بعيد ولا تفعل شيئا، وتكتفي بالصمت المطبق الذي يشير إلى أنها تُحتضر وفي أيامها الأخيرة وتنتظر لحظة سقوطها المدوي.
وأكد سعادة في مقال أنه سقوط لن يزعج أحدا في دولة الاحتلال ولا حتى داعميه من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فيما بيان الجامعة العربية جاهز منذ الآن، وإذا وصل الأمر إلى الأمم المتحدة فلن يكون نصيبها أكثر من بيان يؤكد كلشيهات وجمل مستهلكة يرددها العالم منذ سنوات بفضاء خاو تماما من أي فعل.
وأوضح أن السلطة هي من حشرت نفسها في زاوية العجز والضعف التام، عندما ألقت أوراق الضغط التي بين يديها في سلطة المهملات، واتكأت بشكل مخجل إلى التنسيق الأمني الكامل مع الاحتلال وإلى أموال المقاصة وما تتكرم به تل أبيب والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من فتافيت يكفي لدفع جزء من الرواتب، وليس كلها وبعض مصارف قطاع الخدمات والبنية التحتية.
وأشار سعادة إلى أنها سمحت بالفساد المالي والإداري أن ينخر بكل مؤسساتها وحتى بقياداتها، حتى أن دولا عربية ممولة تتهم السلطة علانية بالسرقة والفساد على قاعدة على بابا والأربعين حرامي.
وعلى ذكر البنية التحتية، والخديث للكاتب فإن الاحتلال يتعمد ومنذ 9 أشهر تدمير البنية التحتية في كل مكان تصل إليه قواته، ولم يبق طريق إلا ودمرته جرافات وآليات الاحتلال على بعد خطوة من شرطة السلطة وأجهزتها الأمنية التي يزيد عددها عن 14 جهازا.
وبين أن الغريب أن جنود الاحتلال يدخلون أي مكان بالضفة على راحتهم ولا تجد شرطيا فلسطينيا واحدا في الأماكن التي يتوغلون فيها، فجأة يختفون، وكأنهم سراب بقيعة، يتركون الساحة بالكامل لجنود العدو وأجهزته الأمنية لفعل ما يشاؤون في الطرقات وفي الزقاق وفي البيوت، يقتلون، يدمرون، يعتقلون، يخربون، يسرقون، يفعلون جميع الموبقات والجرائم. حرب وجود مفتوحة يقودها مجموعة من السفلة أصحاب السوابق الجنائية في حكومة عنصرية من المختلين عقليا.
وقال سعادة: “ثم لا تجد صوتا ولا حسا ولا أي رد فعل، ولا حتى بالكلام، كان على رؤوسهم الطير.
ونبه إلى أن السلطة فقدت جميع أورقها الضاغطة على الاحتلال وعلى داعميه، ولم تحسن استثمار التأييد الدولي للدولة الفلسطينية، ولم تستفيد من اعتراف دول أوربية وازنة، مثل اسبانيا والنرويج وأيرلندا وسلوفينيا بالدولة الفلسطيني، ولم تحاول حتى تحويل القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وبأنه يمارس سيادة عنصرية ضد الفلسطينيين، إلى هجمة على هذا الاحتلال، وكأنها اكتفت بما قدمه العالم لها على طبق من ذهب، فذهبت من جديد إلى كهفها ونامت، وكلابها وكلاب بني صهيون تنهش بالعشب الفلسطيني الذي وجد نفسها في موقع لا يحسد عليها، فهو يعرف أن هذه السلطة ساقطة في بحر الحرام مع العدو، ولكنه لا يستطيع أن يقتلعها من جذورها لحرمة الدم الفلسطيني على الفلسطيني.
وأشار الكاتب إلى أن أقل ما يمكن أن تفعله السلطة حاليا هو أن تدعو إلى اجتماع عاجل للجامعة العربية على مستوى القادة، وإلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن وللجمعية العمومية للأمم المتحدة، وان تقدم لائحة اتهام لدى المحكمة الجنائية الدولية ولدى محكمة العدل الدولية ولدى المحاكم الأخرى في جمع أنحاء العالم.
وختم: “لكن حتى هذا الإجراء غير المكلف المهم والضروري يبدو بعيد التحقق في ظل سلطة متهرئة بالكامل لا تقوم بأي دور وطني حقيقي سوى خدمة الاحتلال وتخفيف الكلفة عليه من خلال احتلاله الضفة الغربية وتسهيل عملياته المدمرة للأرض والإنسان وكرامة من يرى كل ذلك ويصمت ويساعد عليه”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=74016