محمد سكر.. كلمة حق في خطبة أزعجت السلطة فغيبته بمسالخها

محمد سكر.. كلمة حق في خطبة أزعجت السلطة فغيبته بمسالخها

بيت لحم – الشاهد| لم يدر في خلد الشيخ محمد سكر من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة أن تعبيره عن رأيه بشأن التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وتقصير السلطة الفلسطينية تجاه قطاع غزة سينتهي به في سجونها سيئة الصيت والسمعة.

فبمجرد أن انتهى سكر من خطبة الجمعة وجد نفسه أمام حاجز يحيط به العشرات من عناصر أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في بلدة واد فوكين؛ ليقتادوه بطريقة همجية إلى مقر تابع لهم وسط إدانة من المصلين.

سكر واحد من خطباء انتقدوا سلوك السلطة على خلفية سلوكها الأمني الخياني تجاه الشعب الفلسطيني، عبروا رغم القمع عن رفضهم حملات ملاحقة المقاومين المسعورة واختطافهم، فضلاً عنتفكيك العبوات الناسفة المعدة للتصدي للاحتلال.

سكر صدح خلال خطبة الجمعة بالقول: “قيادة السلطة شرعت بتحركاتها واتصالاتها، للتحضير لتوجه رئيس السلطة وأعضاء القيادة إلى قطاع غزة، وهي تبدي استعدادها الكامل لتسلّم القطاع، بعد القضاء على البنية التحتية للمجاهدين والحركة المسلحة، لتعيد تكرار تجربتها في الضفة الغربية بكفاءة وقدرة أعلى بعد الخبرة التي اكتسبتها بالتنسيق الأمني وخدمة الاحتلال وملاحقة المجاهدين وتسليم المطلوبين (…) ولا يخجلون من أنفسهم عندما يعرضون خدماتهم بتسوية الأمور بعد الحرب، وهم يسمون هذا الدور بأنه بطولي، وكأنهم ذاهبون إلى تحرير غزة”.

رياض مناصرة أحد أقارب المعتقل سكّر يوضح أنّ أجهزة أمن السلطة تعقّبت حركته خلال انتقاله من واد فوكين إلى بيت لحم، حيث إنها مناطق لا تصلها باعتبارها مصنفة “ج” وغير خاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية، وفور دخوله مدينة بيت لحم اعتقل بشكل وحشي، لمجرد قوله كلمات حقٍ في خطبة الجمعة.

ويوضح مناصرة أنّ كلام سكّر “يعبّر عن عامة الناس، ولا يستحق أن يواجه بالاعتقال وانتهاك الحقوق والملاحقة، وهذا موقف يتفق عليه معظم أهالي بلدة واد فوكين التي ينتمي إليها ويعمل أهلها حالياً على التواصل مع الجهات المعنية ومطالبتها بالإفراج عنه لعدم أحقية اعتقاله بشكل يخالف القانون”

ويخطب سكر في مساجد لا تديرها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، كونه غير متفرغ لبرنامج الخطباء التابع للوزارة.

وتساءل مناصرة: “في يوم الجمعة قبل الأخير خطب في مسجد البلدة خطيب من الموالين للسلطة، ومدح خلالها عباس وزيارته لتركيا وتصريحاته بالتوجه لغزة، ولذا لماذا لا يحق لغيره انتقاد الزيارة”.

ويوضح مناصرة أن سكّر خرج على خطيب الجمعة واحتج على تأييده لعباس، لكنه قدّم شكوى ضده لدى أجهزة أمن السلطة، رغم أنه لم يوجه إساءة للخطيب.

وتشن السلطة حربا شرسة ضد الخطباء والأئمة الذين يبدون تعاطفاً مع المقاومة أو يشيدون ببطولاتها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

وكثيرا ما فصلت السلطة عبر وزراة أوقافها خطباء وأئمة أو نقلتهم تعسفيا بدعوى مواقفهم الداعمة للمقاومة والدعاء لقطاع غزة في قنوتهم.

وكشفت مصادر لموقع “الشاهد” عن أن توصيات أجهزة أمن لسلطة الفلسطينية التي ترفعها إلى وزارة الأوقاف تسببت بفصل أكثر من 37 إمامًا وخطيبًا من كافة مديريات الضفة الغربية.

وذكرت أن هذه التقارير التي وصلت الأوقاف وتلتزم بتطبيقها التزامًا كاملًا؛ إذ تطلب منها فصل المذكورين أعلاه مع تلفيق تهم جاهز أبرزها إثارة النعرات الطائفية وتحريض المصلين؛ وهو ما تنفذه الوزارة فورا.

وبينت المصادر أن هناك خط اتصال مباشر بين الوزارة وأجهزة الأمن بأوامر من قيادات عليا في السلطة الفلسطينية.

إغلاق