شخصيات فلسطينية أفل نجمها تحاول الظهور من جديد

شخصيات فلسطينية أفل نجمها تحاول الظهور من جديد

رام الله – الشاهد| خط أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر مقالاً تحدث فيه عن مبادرة أولمرت – القدوة، والتي هي بمثابة استسلام للصهاينة، وإعطاء الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين في إطار مقترح لما يسمى بالسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفيما يلي نص المقال.

دخلت حرب الإبادة الجماعية والدمار الشامل على قطاع غزة يومها (346 ) وما برحت الحرب على قطاع غزة مستعرة وراحت تتمدد نحو الضفة الغربية تحت سمع وبصر جيش السلطة العباسية والذي بدوره راح يلاحق نشطاء المقاومة في مدن وقرى وارياف الضفة الغربية بل وفي أحيان كثيرة يقوم ذلك الجيش العباسي باعتقال أولئك النشطاء وإلحاق الأذى بهم كما رأينا على شاشات التلفزيونات.

ظهر علينا أحد كهنة فتح المنتهية صلاحيته ــ وجراح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية تنزف ــ بمبادرة/ مقترح خبيث استسلامي مهين يشترك فيها مع احد عتاة الصهاينة ايهود أولمرت الذي ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في غزة في عامي 2008 و2009 عندما كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني في تل ابيب، مؤدى تلك «المبادرة / المقترح « كما يسميانها تحقيق السلام في الشرق الأوسط وانشاء مجلس مفوضين لحكم غزة بعد انسحاب إسرائيل الى جانب امور أخرى تتعلق بالقدس ومكانة بعض احياء القدس والتي اقترح جعل البلدة القديمة تحت وصاية يتكون مجلسها من خمس دول من بينها فلسطين وإسرائيل ووضع اللاجئين والمستعمرات في الضفة وغير ذلك.

يا للهول !! أن يعمل شخص فلسطيني كان على رأس صنع السياسة الخارجية للسلطة الفلسطينية واليوم يبحث عن دور يؤديه حتى ولو كان ذلك الدور المنشود على حساب استقلال الوطن وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

السؤال الذي يطرح نفسه أين كان صاحب المقترح كما يحلو له تسمية مشروعة التطبيعي المذل منذ ان ترك وزارة خارجية السلطة عام 2005 ولماذا صمت منذ السابع من أكتوبر 2023 وهو يرى مدينة مولده خان يونس تدمر، قد يرد بالقول لم يكن غائبا عن الساحة فقد اهتم بتأسيس الملتقى الوطني الديمقراطي لخوض انتخابات 22 مايو 2021 ولم تتم تلك الانتخابات لاسباب وأسباب وفصل من حركة فتح واليوم يعود للظهور وفجأة ظهر من البوابة الإسرائيلية في رفقة ايهود أولمرت عدو نتنياهو اللدود.

يعتقد الكاتب ان هذا المقترح / المبادرة تهدف في باطنها الى طمأنة حكومة العدو الإسرائيلي بأن حركة حماس لن يكون لها دور تؤديه في الشأن الفلسطيني لان تلك الوثيقة تنص على ان قطاع غزة سيكون تحت إدارة «مجلس مفوضين» لكن هذا المقترح لم يحدد من سيكون هؤلاء المفوضون؟

يقول الفلسطيني رفيق أولمرت في مقابلة تلفزيونية « علينا أن نتحرك علينا أن نبحث عن حلول للخروج مما نحن فيه اليوم» ويقول أيضا: « محمود عباس وزمرته يجب خروجهم من الساحة السياسية « انتهت صلاحياتهم» وكاتب هذه الزاوية مؤيد لتلك الدعوة لكن نذكر ذلك المسؤول سابقا ألم تتحرك جميع اطراف المقاومة وتذهب الى الصين بدعوة حكومية وتعقد اتفاقا وعهدا بين قادة تلك الفصائل ونكث عباس ورهطه، ألم يذهبون الى موسكو بموجب دعوة رسمية لكل الفصائل واتفقوا فيما بينهم ونكث كهول فتح بكل ما وافقت علية فصائل المقاومة بما في ذلك حماس وحركة الجهاد الإسلامي. سؤال لماذا لم تنطلق انت يا صاحب المقترح مما تم الاتفاق عليه في موسكو وبيجين؟ لماذا لم تدعُ نخبة من اهل الرأي والحكمة من اخوانك العرب وبمن فيهم فلسطينيون لتدارس الموقف الراهن والخروج بمبادرة مثقفين وأصحاب رأي وعلماء من إخوانك العرب بدلا من الاستعانة بالنافذة الصهيونية التي سامت الشعب الفلسطيني سوء العذاب؟

لقد أدانت مقترحكم/ مبادرتكم ورفيق مشروعكم الصهيوني أولمرت، اللجنة الوطنية الفلسطينية (BDS ) التي تعتبر أوسع ائتلاف في المجتمع الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه، كما أدانتها كوكبة كبيرة من أصحاب الرأي في الوطن العربي وترفضها وتدينها حتما كل الفصائل الفلسطينية العاملة في الميدان لأنه مقترح تطبيع بكل أبعاده وتنازلات منظورة وغير منظورة. فهل أنتم منتهون يا أصحاب مدرسة التيئيس والتطبيع ورموز الاستسلام.

آخر القول: كونوا يا شعب فلسطين يدا واحدة في مواجهة عدوكم المشترك الكيان الصهيوني، كما هو يد واحدة في سحقكم وسلب أملاككم وإخراجكم من دياركم ونهب أراضيكم ومواشيكم. واعلموا أن الوطن يشترى بالدم لا بالشيكل.

إغلاق