باحثة: السلطة باعت القدس وتركتها نهشًا للاحتلال وحديثها عن الاستقلال “وهم”

باحثة: السلطة باعت القدس وتركتها نهشًا للاحتلال وحديثها عن الاستقلال “وهم”

القدس المحتلة- الشاهد| تساءلت الباحثة المقدسية هنادي القواسمي عن دور السلطة الفلسطينية في معالجة أبرز الكوارث التي تسبب بها من خلال توقيع اتفاق أوسلو مع “إسرائيل” برعاية أمريكية عام 1993.

وقالت القواسمي في تصريح إن من كان يعقد أملا على اتفاقية أوسلو بتحقيق بعض الاستقلالية تبخر حلمه، تبين لاحقا أنه لم يكن إلا وهما، خاصة في ما يتعلق بمدينة القدس.

وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية أُجّلت البت في ملف القدس إلى ما تُسمّى مراحل الحل النهائي.

وبينت الباحثة إلى أنه “يمكن أن نرى بعض مظاهر ذلك بقطاع التعليم بالقدس، لأنه أصبح على النقيض من أي معنى للاستقلالية”.

وذكرت أنه حتى المدارس الخاصة التابعة للكنائس أو للجمعيات الأهلية التي كانت تتصرف وتتخذ خطواتها بالتنسيق -ولو جزئيا- مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، باتت اليوم تحت عباءة وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، وكثير منها ينفّذ ويتقبل وجود برامج تعليمية تشرف عليها الوزارة مباشرة، ما عدا مدارس الأوقاف وأونروا قليلة العدد”.

ولأنه بالكاد توجد مدرسة خاصة غير ممولة من وزارة المعارف الإسرائيلية، ولأن الإقبال على طلب هذا التمويل أدى لمزيد من التغول، لا تجرؤ كثير منها اليوم على السماح لطلابها باصطحاب نسخة المنهاج الفلسطيني الأصلي غير المحرف معهم إلى الصف خوفا من أي تفتيش مفاجئ تجريه الوزارة الإسرائيلية.

ويضاف إلى ذلك -وفقا للباحثة- الزيادة الكبيرة في عدد المدارس والروضات التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، التي تستقطب مزيدا من الطلبة، وكثير من طلبة المدارس الخاصة يرحلون منها باتجاه هذه المدارس الجديدة، لا سيّما تلك المتخصصة منها كاالتكنولوجية.

ومن ثم، يعمل الاحتلال ضمن رؤية ترى أنه يجب أن يكون هو مزود الخدمات الأول في القدس بشرقها كما في غربها، ويحاول أن يربط الناس واحتياجاتهم اليومية به وبمؤسساته، ويخنق -في المقابل- أي محاولة للاستقلال أو السير عكس هذا الاتجاه.

ونبهت القواسمي إلى أنه “من نافلة القول الحديث أن نسبة من يدرس المنهاج الإسرائيلي من المقدسيين تتزايد كل عام، ففي العام الدراسي 2022-2023 كانت نسبتهم 18%؜، وقبل ذلك بنحو 10 سنوات لم تتعد نسبتهم 2 إلى 3%”.

إغلاق