كشف الصحة السياسية لسلطة التنسيق الامني

كشف الصحة السياسية لسلطة التنسيق الامني
عمان – الشاهد| كتب البرفسور وليد عبد الحي: فشلت حركة فتح الفلسطينية ومعها منظمة التحرير الفلسطينية في إنجاز أي هدف من اهدافها رغم ان الرعيل الاول لهذه المنظمة حاول قدر مستطاعه انجاز بعض الاهداف، لكن اتفاقية اوسلو أخذت النضال الفلسطيني في منحى ” وهمي” للوصول للاهداف المتواضعة بعد التخلي عن 78% من فلسطين والاعتراف بشرعية الوجود الاسرائيلي والقبول بالتنسيق الأمني لمنع اي عمل يصيب اسرائيل باي ضرر، وقد حاول عرفات المراوغة في بعض هذه الاهداف لكن العقل الصهيوني لم يسمح له بذلك ، وتم التخلص منه واستبداله بشخصية اختارها شارون وبوش بشهادة وتوثيق كونداليزا رايس وزيرة خارجية امريكا في كتابها (No Higher Honor) وتحديدا الصفحات 165-178، وغير ذلك وثائق كثيرة.
ووعدنا الحاكم الجديد بكشف ملابسات جريمة اغتيال عرفات، وتكرر الوعد عدة مرات منه ومن رموز تلك الحقبة ، وها نحن على مسافة حوالي خمسين يوما من ذكرى اغتياله قبل عشرين سنة ..وما زلنا ننتظر نتائج التحقيق الذي لن يأتِ.
اما الفشل التالي فهو في ان وعد بناء دولة فلسطينية ( من خلال منع المقاومة المسلحة والالتزام بأوسلو وبالتنسيق الامني في ابشع صوره) فيكفي ان نوضح وضع هذه السلطة استنادا الى تقارير دولية واكاديمية حول أداء هذه السلطة التي هي اقرب لسلطة فيشي المشهورة.
أولا: الفساد:
تشير المؤسسات الدولية والاكاديمية( 17 مؤسسة دولية اكاديمية ودولية وازنة ) الى ان مفهوم الفساد يشمل مظاهر سياسية ومالية وفردية وجماعية ورقابية وقضائية…الخ، وعند رصد نتائج هذه التقارير (المتقاربة جدا في نتائج قياسها) تبين ما يلي:
معدل الفساد في السلطة الفلسطينية من 2005(السنة الاولى بعد اغتيال عرفات ) الى 2023 هو 72,6 %، وتوزعت مفردات هذا الفساد على النحو التالي:
الفساد السياسي: 73%
الفساد المالي: 61%
فساد الافراد والتوظيف: 60%
فساد الاداء الحكومي: 92%( ويقع التنسيق الامني ضمن هذه الدائرة)
فساد الرقابة الادارية والقضائية : 77%.
والملاحظ ان معدل الفساد -رغم ارتفاعه- واصل الارتفاع منذ 2005 الى 2023 وبمعدل 0.24% سنويا.
ثانيا: الديمقراطية:
تعلمنا من ادبيات علم السياسة الغربي ان الديمقراطية لها قدر من الصلة بالنزوع السلمي(وبالشفافية ايضا)، ومع ان الموضوع فيه الكثير من الجدل ،فسنسلم به في هذا المقام تحديدا، فالنزعة السلمية التي تم التعبير عنها من خلال شعارات(انا ضد المقاومة بكافة اشكالها، ومن ترونه يحمل صاروخ طخوه، وتمنياتي للشباب الاسرائيلي، ومن يكفر اليهود فهو كافر، وحضور جنازات قادتهم…واستمرار التنسيق الامني رغم التعهد بالغائه اكثر من 70 مرة حتى الآن..الخ، )، فهل ترافقت هذه النزعة ” الطاوية” التي تجاوزت حتى المسيحية الاصيلة بنزعة سلمية مع مجتمعه؟
تدل معطيات المؤسسات التي اشرت لها على تراجع الديمقراطية –ومؤشراتها الفرعية – منذ 2005، فمعدل الديمقراطية في المناطق الخاضعة لسلطة التنسيق الامني (المنطقة أ وتمثل 18% من الضفة الغربية والمنطقة ب حوالي 21%، والباقي حوالي 61% تحت السيطرة الادارية والقانونية والأمنية الاسرائيلية) ، هو على النحو التالي:
-المعدل العام للديمقراطية منذ 2005 الى الآن تراجع من 44.6% الى 35.12 %، وتوزعت مؤشرات الديمقراطية في الضفة الغربية على النحو التالي:
-العملية الانتخابية وضمان التعددية السياسية: 25.8%
-الحريات المدنية: 35,5%
-الأداء الحكومي : 14.3%
-المشاركة السياسية :50%
-الثقافة السياسية: 50%
الخلاصة:
لم يتم انجاز التحرير لا الكلي ولا الجزئي، ولم يتم اقامة اية بنية سياسية نزيهة ولا ديمقراطية، فهل هذا مدعاة للشك ام اليقين؟ وهل وعد الذهاب الى غزة هو لافساح نموذج الضفة الغربية للتمدد في القطاع كما يريد عرب التطبيع؟ يبدو أن طوفان الاقصى اغلق الطريق امام هذا التوجه ..فلم يبق امام سلطة التنسيق الا حفر نفق يوصلها لغزة لتنفذ مشروعها، ويبدو ان المشروع قد بدأ بمساعدة عربية وغربية واسرائيلية..فهل ينجح؟ هذا ما سيواجهه محور المقاومة في القادم من الايام…ربما.
إغلاق