التقى أبناء “هنية”.. الإنسان الجيد هو الإنسان الميت في قاموس عباس!

التقى أبناء “هنية”.. الإنسان الجيد هو الإنسان الميت في قاموس عباس!

رام الله – الشاهد| كعادته وبراعته في الانتهازية السياسية، حاول رئيس السلطة محمود عباس الحصول على بعض الصور التي يعتقد أنها يمكن أن ترفع من أسهمه في الشارع الفلسطيني الذي مله ومل حاشيته التي تشكل عبئاً على كاهل الشعب.

الصور التي وزعتها وسائل الإعلام المقربة من السلطة كانت لعباس أثناء لقائه اثنين من أبناء رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس اسماعيل هنية، والذي اغتيل في وسط العاصمة طهران قبل أكثر من شهرين.

وحرص عباس على الظهور بمظهر كمن هو محب لأبناء هنية، بالإمساك بيدهم خلال الصورة، وهو الأمر الذي استغربه الشارع الفلسطيني، فهنية وأبنائه في نظر عباس وسلطته هم من الإرهابين والفاسدين كما كانوا يروجون.

ولم تكن هذه هي الحادثة الأولى لعباس مع أبناء شخصيات قيادية فلسطينية كلها جاءت بعد أن استشهد آبائهم، ففي نظر عباس وسلطته “الإنسان الجيد هو الإنسان الميت”.

عباس الذي التقى عبد السلام وهمام نجلي القائد هنية، استذكر مناقب الراحل ومسيرته النضالية من أجل تحرير فلسطين.

هجوم إعلامي لسنوات

ودأبت فتح على اتهام أبناء هنية بأنهم يمتلكون الثروات الطائلة بسبب التجارة التي كانوا يقومون بها مستغلين نفوذ ومنصب أبيهم، وهو ما فنده هنية وأبنائه مرات عدة، لكن فتح التي استمرأت الكذب واصلت تلك الأكاذيب حتى قبيل استشهادهم.

ونال معاذ هنية النجل الأوسط لهنية جانباً من تلك الاتهامات بسبب نجاحه في عمله وتجارته، فيما كشفت العديد من وسائل الإعلام المحلية كذب الكثير مما كانت تروج له فتح وآلاتها الدعائية حول هنية وأبنائه.

في المقابل لا تذكر حركة فتح وآلاتها الإعلامية أي من نضالات وتضحيات إسماعيل هنية وعائلته التي عانت الأمرين من الاحتلال والسلطة منذ تسعينات القرن الماضي.

كذب عباس

واستبعد تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي أن يؤدي استشهاد هنية، إلى تغيير سياسة السلطة الفلسطينية تجاه المصالحة مع حركة حماس.

وقال التقرير: “ليس سرًّا أن هناك القليل من الحب بين قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس بفعل خلافهما لسنوات، لكن مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران، خرجت تصريحات من بعض القادة السياسيين في رام الله تدين العملية”.

وأشار التقرير إلى أنه وعلى الرغم من وجود تعاطف عميق بين الفلسطينيين في الضفة الغربية تجاه سكان غزة، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين في الضفة الغربية يرغبون في رؤية مصالحة مع حركة حماس، إلا أن عباس لم يُظهِر سوى القليل من الاهتمام الحقيقي بتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح أن المصالحة الوطنية هي الورقة الوحيدة التي قد يتعيّن على عباس أن يلعبها، وأن التوصل إلى اتفاق حقيقي مع حركة حماس قد يعزّز من دعمه الهزيل في الشارع الفلسطيني، ويزوّده بالقوة الدافعة لاستئناف المفاوضات مع الاحتلال، التي وصلت إلى طريق مسدود لسنوات؛ لكن لا يبدو أن عباس يميل إلى السير في هذا الطريق.

 

إغلاق