معبر رفح.. بوابة السلطة وأجهزتها الأمنية للسيطرة على غزة

رام الله – الشاهد| جهود مكثفة ومكوكية تجريها السلطة الفلسطينية وقيادتها من أجل السيطرة على قطاع غزة من خلال التواجد على معبر رفح كخطوة أولى، وهي جهود تساءل البعض ماذا لو كانت من أجل وقف حرب الإبادة المتواصلة منذ عام كامل؟.
وتشهد القاهرة هذه الأيام حوارات متواصلة بين حركتي فتح وحماس من أجل التوصل لاتفاق يقضي بتشكيل حكومة تكنوقراط أو لجنة تدير قطاع غزة بما في ذلك المعابر، وتضغط مصر إلى جانب السلطة بأن عناصر من تلك الأجهزة هي من ستتولى العمل على معبر رفح.
الاستعدادات النهائية
مصادر لـ”الشاهد” كشفت أن عناصر من أجهزة السلطة الأمنية في قطاع غزة والمعروفين باسم (موظفي 2005)، وصلوا قبل عدة أيام إلى مدينة رام الله عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك بهدف القيام بتدريبات وتلقي الأوامر لإدارة معبر رفح حال وافق الاحتلال على تسليمه للسلطة ومصر.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن عشرات العناصر وبعد موافقة أمنية من قبل الاحتلال الإسرائيلي على أسمائهم شارفوا على انتهاء تدريباتهم في رام الله.
فيما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مصادر أميركية أن قوة تدربها الولايات المتحدة وتدعمها ما وصفتها بـ”الدول العربية المعتدلة” تضم نحو 2500 من موظفي السلطة الفلسطينية سيتولون الأمن في قطاع غزة بما في ذلك المعابر.
كما وأشارت صحيفة “هآرتس” العبرية أن العناصر الـ 2500 الذين يتم الحديث عن تجنيدهم لإدارة الأمن في قطاع غزة مؤقتا هم عناصر من السلطة الفلسطينية تم تجنيدهم قبل سيطرة حركة حماس عليه بوقت قصير.
سفير السلطة في مصر دياب اللوح، قال إن الموقف الفلسطيني ينسجم انسجاماً كاملاً مع الموقف المصري، برفض وإدانة إعادة احتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
ظهر دبابة
السلطة التي كانت قد أعلنت قبل أيام أنها ترفض استلام معابر غزة كي لا تظهر بأنها حكمتها على ظهر دبابة إسرائيلية وخشية من ملاحقة المقاومة لعناصر السلطة على المعابر تراجعت عن تصريحاتها وسال لعابها من جديد لعلها تجد موطئ قدم لها في غزة.
وأشارت المصادر أن الحديث يدور في الأساس حول معبري كرم أبو سالم ورفح في جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى معابر أخرى في شمال القطاع، وذلك بهدف تسهيل دخول البضائع والمساعدات الإنسانية إلى القطاع وحركة الأفراد منه وإليه.
كما أضاف أن النقاش يجري بشكل دقيق ومفصل حول إعادة تفعيل اتفاقية المعابر الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 2005.
وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي عن أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسلطة الفلسطينية عقدوا اجتماعاً سرياً في يوليو الماضي بشأن معبر رفح.
وذكر الموقع أنه شارك بالاجتماع عن السلطة الفلسطينية امين سر تنفيذية منظمة التحرير حسين الشيخ ورئيس المخابرات ماجد فرج، بالإضافة إلى رئيس الشاباك رونين بار وأحد مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن.
أدوات فلسطينية
وفي ذات السياق، قال المحلل السياسي “سري سمور” إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول هندسة وضع معبر رفح البري المنفذ الوحيد لقطاع غزة مع العالم؛ عبر احتلاله والسيطرة عليه لكن بواجهة فلسطينية.
وأوضح سمور في تصريح أن إدارة معبر رفح شأن فلسطيني كما يُفترض أن يكون، لكن الاحتلال يبحث عن ذراع فلسطيني له لتسلمه وتنفيذ أجندته فيه.
وذكر أن ليس من حق الاحتلال الإسرائيلي إملاء شروطه على معبر رفح البري، داعيًا للحذر من وسائل الإعلام العبرية باعتبارها أداةً تنشر معلومات مضللة ولا تمت للواقع بصلة.
ودعا السلطات المصرية والدول العربية إلى الكف عن التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي كأنه منتصرٌ بهذه الحرب بالخضوع لأوامره، وفتح الطريق أمام شاحنات المساعدات للدخول إلى قطاع غزة.
وأكد سمور بأن فتح معبر رفح مرتبطٌ ارتباطًا وثيقًا بملف التهدئة ووقف إطلاق النار، باعتباره منفذًا وحيدًا لقطاع غزة مع الخارج، وشريان حياة لأكثر من 2 مليون شخص يرزحون تحت حصار هو الأشد بالعصر الحديث.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=76945