كاتب: خلافات فتح الداخلية تاريخية حول الفساد والتنازل والتفريط
رام الله – الشاهد| رأى الكاتب السياسي عوني المشني أن ما يشاع عن حوارات بين حركة فتح وتيار القيادي المنشق محمد دحلان انبثقت من حاجة كل طرف للآخر كانعكاس للظرف السياسي القائم.
وقال المشني في تصريح إن تيار محمد دحلان يحتاج إلى “الشرعية”، بينما تيار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المتنفذ يحتاج جسرًا كيّ يصل إلى قطاع غزة.
وبين أن هذه الحوارات غير واضحة المعالم، وغير مقنعة للجمهور الفتحاوي، كون فتح أعلنت عشرات المرات أنها تريد استنهاض نفسها وإجراء مصالحة داخلية، وأنها تريد تطوير أدائها، وذلك كلّه لم يحدث رغم صدور قرارات من المجلس الثوري في السياق، ومن اللجنة المركزية، بناءً على تجارب السنوات الماضية.
وأكد أن: “الأزمة الحقيقية داخل فتح ليست أزمة أفراد داخلين أو خارجين منها؛ لأن هذا خلاف تاريخي موجود في الحركات السياسية، إنما المشكلة الحقيقية اليوم هي بالهوية السياسية النضالية لحركة فتح، وعدم امتلاكها رؤية سياسية واضحة”.
ونبه المشني إلى أنه لم تتضح هذه الرؤية فإن كل الإجراءات التي يتم العمل عليها لن تفضي إلى استنهاض الحركة، خاصّة وأن الشارع الفلسطيني يسأل عن دور فتح، ولا يوجد إجابة واضحة إلى أين يتجه مسار الحركة”.
ويعد محمد دحلان زعيم “تيار الإصلاح الديمقراطي” أحد قادة فتح المفصولين من اللجنة المركزية منذ بيونيو عام 2011 على خلفية قضايا فساد اتهم بها من قبل اللجنة المركزية
واعتبر المشني أنه تاريخيًا لم يكن هناك خلاف على القضايا السياسية بين حركة فتح وتيّار دحلان، إنما الخلاف قائم على نفوذ كلّ طرف، مضيفًا: “كلا الطرفين تبادلا الاتهامات بالفساد والتنازل والتفريط، لكن اقتضت الحاجة أن تعود العلاقة بينهم، لكن ذلك يحكمه مسار الحرب في قطاع غزة، ومآلاتها ومستقبلها إن توسّعت أو لا، وبعد ذلك سينعكس مسار الحرب على المستقبل السياسي في المنطقة، بما فيها على فتح”.
وذكر أنه قد يشكّل المستقبل متغّيرات لا تستدعي تحالفًا بين تيار الرئيس عباس ودحلان ويصبح التحالف بلا معنى، وقد يكون خلاف ذلك، لذا تبدو الجهود غير واضحة المعالم لكلا الطرفين”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=77196