تفاصيل مُخزية.. حكام السعودية ومصر والإمارات والأردن والبحرين دعموا نتنياهو بعدوانه على غزة

الضفة الغربية – الشاهد| كشف صحفي استقصائي أمريكي عن تفاصيل مخزية لتآمر حكام مصر والاردن والإمارات والبحرين والسعودية ضد قطاع غزة، ودعمهم لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في عدوانه المستمر حتى هذه اللحظة.
وأصدر الصحفي الأمريكي الاستقصائي، بوب وودورد، قبل ايام، كتابه الجديد بعنوان “الحرب”، والذي أحدث ضجة واسعة وأطلق عليه البعض كتاب الفضائح.
ومن خلال مئات الساعات من المحادثات السرية التي أجراها وودورد مع عدد كبير من المسؤولين في البيت الأبيض، يكشف كتابه عن تورط قادة عرب في دعم الاحتلال الإسرائيلي بالحرب الدائرة على غزة.
ويحتوي كتاب وودورد على تفاصيل مهمة عن لقاءات وزير الخارجية الأمريكي بلينكن مع الزعماء العرب عقب السابع من أكتوبر 2023.
ويظهر الكتاب كيف أن أصوات الزعماء العرب هي الأكثر بروزًا في الكتاب، ويندهش البعض لرؤيتهم مكشوفين ومتوحدين في الموقف إلى هذه الدرجة، والأسوأ عدم تلويح أي منهم بأي ورقة لإنهاء معاناة الناس في غزة.
ويذكر الكتاب أنه في صباح يوم الخميس 12 أكتوبر 2023، هبطت طائرة بلينكن في “إسرائيل”، وذهب مباشرة للقاء نتنياهو في الغرفة الخاصة بالحرب، قال نتنياهو: “نحن بحاجة إلى ثلاثة أشياء: الذخيرة، والذخيرة، والذخيرة”، فرد بلينكن: “نحن نقف معكم، نحن نقف معكم، نحن نقف معكم”.
ويشير إلى أن بلينكن تحول إلى سؤال نتنياهو عن وضع المدنيين في غزة؟ كان رد نتنياهو سريعًا على سؤال بلينكن، إذ قال: “سندفعهم جميعًا إلى خارج غزة نحو مصر”، تفاجأ بلينكن وقال للقادة الإسرائيليين، سأتحدث مع قادة العالم العربي في الأيام القليلة المقبلة وبعدها أعود إليكم.
واستقل بلينكن طائرته إلى الأردن، وفي صباح اليوم التالي 13 أكتوبر 2023، التقى بالملك الأردني عبد الله الثاني، والذي قال لبلينكن: “حذرنا إسرائيل من حماس، حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، ويجب على إسرائيل أن تهزم حماس، لكني لا استطيع قول ذلك علنًا”.
ووفق ما جاء في الكتاب، فقد سافر بلينكن إلى البحرين، وهناك سمع أيضًا نفس الكلام الذي سمعه في الأردن، ثم توجه وفريقه المرهق لقضاء ليلتهم في الرياض.
وفي صباح اليوم التالي 14 أكتوبر التقى بلينكن بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، حيث قال فيصل لبلينكن: “كان على إسرائيل أن لا تأمن لحماس، وقد حذرنا نتنياهو من ذلك مرارًا، فحماس هي جماعة الإخوان المسلمين”.
ثم واصل وزير الخارجية السعودي قوله: “الجماعات الإرهابية لا تحاول القضاء على إسرائيل فقط، بل تريد الإطاحة بزعماء عرب آخرين.
وبعد ذلك، طار بلينكن إلى أبو ظبي للقاء رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، والذي أصر على عدم إيقاف الحرب حتى استئصال حماس في غزة.
وقال لبلينكن: “يجب القضاء على حماس، لقد حذرنا إسرائيل مرارًا من أن حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، يمكننا أن نمنح إسرائيل المساحة والوقت للقضاء على حماس.
وأضاف ” لكن يجب على إسرائيل أن تساعدنا أيضًا من خلال السماح بدخول المساعدات الإنسانية وإنشاء مناطق آمنة للتأكد من عدم قتل المدنيين، بجانب السيطرة على عنف المستوطنين في الضفة الغربية”.
ويذكر الكتاب أنه في نفس اليوم عاد بلينكن إلى الرياض لأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على الاجتماع، بالنسبة لبلينكن، فمحمد بن سلمان “مجرد طفل مدلل”.
وعندما التقى معه في الليل، قال ابن سلمان لبلينكن: “أريد فقط أن تختفي المشكلات التي أحدثها السابع من أكتوبر”، وعندما سأله بلينكن عن التطبيع، أخبره ابن سلمان أن التطبيع لم يمت، لكنه لا يستطيع المضي قدمًا في الوقت الحالي.
وقبل عودته إلى دولة الاحتلال، عرج بلينكن على القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان للسيسي هدفان فقط: الحفاظ على اتفاقية السلام مع “إسرائيل” التي تم التوقيع عليها عام 1979، ورفض تهجير الفلسطينيين إلى مصر.
ويشير الكتاب إلى أن بعد لقائه بالرئيس المصري، التقى بلينكن وفريقه بوزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس المخابرات عباس كامل، الذي قدم لبلينكن وفريقه معلومات وخرائط جمعتها المخابرات المصرية عن أنفاق غزة، وقال “إن حماس متجذرة بعمق في غزة ومن الصعب هزيمتهم”.
وفي رسالة موجزة من كامل لوزير الخارجية الأمريكي، والتي أخبره أن ينقلها إلى نتنياهو، نصح قائلًا: “يجب على إسرائيل أن لا تدخل غزة بريًا دفعة واحدة، بل على مراحل، وأن تنتظر حتى يخرج قادة حماس من جحورهم، وعندها يقطعوا رقابهم”، وأدرك بلينكن وفريقه أن كامل لم يكن يمزح، وبالفعل نقل معلومات أنفاق غزة ورسالة كامل إلى نتنياهو.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=77671