كاتب: قادة السلطة وفتح سقطوا بحفرة سعد حداد وأنطون لحد

رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي عصام السعدي إن قادة منظمة التحرير وحركة فتح اليوم سقطوا في حفرة سعد حداد وأنطون لحد، ولا بدّ لهم أن يلاقوا المصير نفسه الذي لقيه من وضعوا أنفسهم في مواجهة أهداف شعوبهم، ولعل الإهانات اليومية التي يتجرعونها على يد نتنياهو وبن غفير وسموتريتش تنبئ بمصيرهم.
وأكد السعدي في مقال أن لغة ورؤى ما قبل طوفان الأقصى لم تعد قابلة للحياة بعد الطوفان، وإن شعبا أمسك بتلابيب العالم، وهزّه، وأيقظه من غيبوبته، وفتح عينيه، ووضعه أمام ضميره ومسؤوليته، قادر على أن يعيد بناء إطاره التمثيلي الموحَّد، والموحِّد، تحت راية منظمة التحرير، بعيدا عمن ربط مصيره بمصير الاحتلال، وبعيدا عمن يبحثون عن تسويات مصلحية، أو فرص شخصية أو أجندات خارجية عربية وغير عربية.
وأوضح أنه أمام هذا الواقع الجديد، بآماله وآلامه، فإن على كل من يتصدى لإعادة بناء منظمة التحرير أن يتخلى عن مجاملة الخراب ورموزه، فالمطلوب اليوم الخروج من حالة البلبلة، التي تفرضها هذه الرموز. التغيير لا يأتي إلا بوضوح الرؤية، كشرط لجمع كل فئات الشعب الفلسطيني حول منظمة التحرير، بعد استعادتها من مختطفيها وجعلها عنوانا للكفاح والنضال والمقاومة بكل أشكالها.
وأشار إلى أنه لا يستحي قادة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير من صمتهم على المذبحة، ولا يقلقهم أكثر من 120 الفا من الشهداء والجرحى، جلّهم من النساء والأطفال، بل يتمادون في التنسيق الأمني الذي يقدسونه، ويتباهون باستعدادهم للتطوع في إنقاذ نتنياهو من ورطته في عدم قدرته على السيطرة على غزة، فيعلنون جاهزيتهم لحكمها بمشيئة الاحتلال وتماشيا مع مخططاته.
وشدد السعدي على أن الشعب الفلسطيني دفع دما وعرقا ومعاناة شديدة وطويلة، لكي تصبح منظمة التحرير الفلسطينية إطارا وطنيا جامعا له، ومعبرا عن أهدافه ونضالاته ومقاومته الشجاعة ضد الاحتلال. ولا بد لمن يسعون لإعادة بناء المنظمة أن يخرجوا من مقولات المصالحة مع قادة المنظمة
ونبه إلى أنه هكذا أصبحت السلطة والمنظمة تفاخر بجبنها أمام الاحتلال ومستوطنيه، ولا تظهر شجاعتها إلا على أبناء شعبها المقاومين للاحتلال، فتخذلهم وتلاحقهم وتعتقلهم بل وتقتلهم، وتهاجم كل حر ينادي بإصلاح المنظمة او بإعادة بنائها على أسس وطنية ديمقراطية تقاوم الاحتلال؛ كما ينبغي أن تكون عليه منظمة تمثل شعبا يسعى لتحرير وطنه واستقلاله وتقرير مصيره بنفسه.
وأكد السعدي أن وصول المنظمة والسلطة الفلسطينية إلى هذا الدرك، يجعل من الواجب على كل فلسطيني أن يرفع صوته بوجه هذا الخراب، مطالبا بإسقاط أوسلو ونهجها وأدواتها وإفرازاتها ورجالها.
وذكر أن منظمة التحرير التي صار سقفها بعد أوسلو أخفض من سقف الأنظمة العربية المطبعة، لم يعد ممكنا الصمت على بقائها على هذا النحو، بل يجب فعل كل شيء لتخليصها ممن اختطفوها وإعادتها إلى شعبها.
وقال إن من المفرح والمحزن معا، أن نرى شعوب العالم اليوم، وبفعل ما أحدثته “طوفان الأقصى” من صحوة وعي وضمير، تهتف لفلسطين الحرة من النهر إلى البحر، في حين ينخرط قادة السلطة والمنظمة في التنسيق الأمني، وتقديم التنازلات، وتسويغ محاولات الالتفاف على صمود المقاومة والشعب في غزة والضفة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=77679