كاتب: السلطة تتجاهل الإرادة الشعبية والإجماع الوطني وتلهث وراء أوهام التسوية
رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي جمال زقوت إن السلطة الفلسطينية تستمر في رفض الاستجابة لنداء الإرادة الشعبية والإجماع الوطني، الذي كانت محطته الأخيرة اتفاق بكين لوحدة المواجهة وإنقاذ المصير الوطني، الذي ورغم موافقة جميع الفصائل دون استثناء، إلا أنه بقي حبيس الأدراج، رغم الحاجة الوجودية لتنفيذه.
وذكر زقوت في مقال إنه ورغم مرور عام وأكثر على جريمة العصر، التي يمكن تعريفها بالكارثة التي تفوق النكبة، ذلك ليس فقط بقياس حجم الموت والدمار الذي يواجهه شعبنا في محرقة الإبادة والتهجير، بل وأيضا بمدى الإصرار على ترك غزة تغرق وحيدة في بحرها، أو تحترق في لهيب نيران القذائف الأمريكية التي تسقط على رؤوس وبيوت وخيام أهلها، بل وبعناد غير مسبوق حد التخلي عن أنين الأطفال وصرخات النساء،
وأشار إلى أن الرهان على إدارة جو بايدن وأوهام تسوية لم يبق من ركامها سوى مخططات الضم والاستيطان والارهاب التي تسير على قدم وساق في أزقة مخيمات وقرى وبلدات ومدن الضفة تزرعها بالموت، وتستولي على مصادر حياة الفلسطينيين في سائر أنحاء الضفة المحتلة، وفي مقدمتها القدس مستمر.
ونبه إلى أنه وسط هذه الإبادة -الكارثة المتجددة- بفعل الصمت والإصرار على تغييب نداء الوحدة الذي تطلقه نساء وشباب وشيوخ مخيم جباليا مخيم الشهداء والثورة والانتفاضة والمقاومة الباسلة دفاعاً عن الوجود والحلم الوطني فإن شعب فلسطين وبفطرة لاتخطئ، يدرك تماماً أن الاستسلام ليس خياراً.
وأكد أنه مهما اشتدّت حبال الكارثة حول عنق مصيره الوطني، فليس أمامه سوى الدفاع عن هذا المصير في أرض الآباء والأجداد. وهذا ما ورثه لهم الشهيد الكبير والقائد الوطني يحيى السنوار أبو إبراهيم ومن سبقه من الشهداء، في مشهدية بطولةٍ نادرة استحضرت محطات تاريخ المقاومة المجيدة من جبال يعبد القسام قبل 90 عاما إلى قسطل عبد القادر الحسيني عشية النكبة.
وختم زقوت: إنها “ثلاثية استمرار تاريخ صراع البقاء والمقاومة من أجل الحرية والكرامة الوطنية. فليس أما شعبنا سوى المضي قدماً في مسار تحويل ما يراد لنا من تيه الكارثة إلى مجد بطولةٍ تنتزع النصر وتستحق جدارة الحياة”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=77770