محرقة البيرة.. أجهزة السلطة بموازنات ضخمة وأدوار مشبوهة
رام الله – الشاهد| فتح غياب أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عن المحرقة التي نفذها مجموعة مستوطنين في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة باب التساؤلات عن الأدوار المنوطة بها والموازنات الضخمة المخصصة لها دون جدوى.
ففي الوقت التي لم تفعل أجهزة السلطة شيئا لهؤلاء المتطرفين أثناء تنفيذ محرقة البيرة التي لا تبعد سوى أمتارا فقط عن مقر المقاطعة كانت قوات تابعة لها تفكك عبوات ناسفة في مناطق ثانية حماية للمستوطنين ما يشعل غضب الفلسطينيين تجاهها.
وتحظى أجهزة أمن السلطة بأعلى نسبة في الموازنة المالية للحكومة وتزود بمساهمات مالية كبيرة ونفقات ونثريات ومعدات وسيارات طيلة العام.
مؤسسة أمان كشفت عن أن وزارة الداخلية والأمن الوطني حظيت بأعلى موازنة بين القطاعات الأخرى بقيمة 3.7 مليار شيقل، بنسبة 21% من إجمالي النفقات العامة للحكومة بالنصف الأول من عام 2024.
ووفق التقرير فإن حكومة مصطفى لم تخفض أي نفقات مخصصة لوزارة الداخلية والأمن الوطني خلال النصف الأول لعام 2024، وفعلت ذلك مع قطاعات أخرى أبرزها مخصصات الفقراء.
رئيس بلدية البيرة بالإنابة روبين الخطيب يقول إن تساؤلات الفلسطينيون حول دور أجهزة السلطة بتوفير الأمن لهم وحمايتهم من هجمات المستوطنين محقة.
ويعتقد الخطيب في تصريح أن “هذا سؤال وجودي برسم الإجابة، يجب توجيهه للجهات المختصة”، مضيفًا: “مستعدون للقيام بدورنا المطلوب منا، لكن دور الأجهزة الأمنية بهذا المجال سؤال يجب توجيهه لهم!”.
القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد رد على ترك أجهزة السلطة المواطنين يواجهون عدوان المستوطنين بالمطالبة باستقالة وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية.
وأكد خالد في تصريح أن هؤلاء أخفقوا في توفير الحد الأدنى من الأمن والأمان للمواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، في مواجهة إرهاب المستوطنين بالضفة الغربية.
ودعا خالد حكومة مصطفى لـ“اتخاذ قرار جريء بمد ولاية القضاء والمحاكم الفلسطينية لتشمل جميع المتواجدين على أراضي دولة فلسطين، بمن فيهم المستوطنين، وما يترتب على ذلك من تدابير بما فيها الاعتقال، استنادا للحق السيادي في ممارسة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19/67 لعام 2012 وتصويت الأغلبية الساحقة من أعضاء الجمعية العامة في أيار الماضي لصالح منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومنح دولة فلسطين حقوقا إضافية، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة الأميركية حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي، لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.
الكاتب المختص في شؤون الضفة الغربية ياسين عز الدين قال إن عصابات المستوطنين أحرقت 18 سيارة وشقتين في مدينة البيرة. تكلمنا سابقًا أنهم يهجرون الفلسطينيين من مناطق ج وسينتقلون بعدها لمناطق السلطة (أ + ب) واليوم نرى بدايات ذلك.
وأوضح عزالدين في تغريدة: “كل من يقول لك لا نريد مقاومة حتى لا نصبح مثل غزة يخدعكم”.
ونفذ جيش الاحتلال ومستوطنون 1490 اعتداء خلال شهر أكتوبر المنصرم في مناطق متفرقة بالضفة الغربية وفق بيان بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
وتراوحت الاعتداءات بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار، واستيلاء على ممتلكات وإغلاقات ونصب حواجز.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=77985