أجهزة السلطة.. براعة في ملاحقة المقاومين وفشل بكشف قتلة عرفات بعد 20 عاماً

أجهزة السلطة.. براعة في ملاحقة المقاومين وفشل بكشف قتلة عرفات بعد 20 عاماً

الضفة الغربية – الشاهد| أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى العشرين لاغتيال زعيم حركة فتح الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، وما يزال القاتل معلوماً ومجهولاً في آن واحد.
فالقاتل المعلوم هو الذي اتخذ قرار التصفية، وهو الاحتلال، ووفر في سبيل آلة القتل التي اتضح لاحقاً أنها نوع من السم القاتل، تم حقنه بعرفات بطريقة ما وانتهى الرجل مريضاً لعدة أيام قبل وفاته في الحادي عشر من نوفمبر 2004.
وبعد ضغط اعلامي وتحقيقات صحفية أحرجت قيادة السلطة وحركة فتح بشأن ضرورة معرفة قاتل ياسر عرفات، اضطرت الحركة والسلطة لتشكيل لجنة تحقيق موسعة برئاسة عضو اللجنة المركزية ورئيس جهاز المخابرات الاسبق توفيق الطيراوي.
ورغم أن هذه اللجنة عملت لسنوات عدة، واستجوبت عشرات الأشخاص الذي أحاطوا بعرفات، وجمعت معلومات كثيرة يمكن الاستناد عليها في بناء صورة واقعية تقود إلى القتلة، إلا أنها فشلت أو لعلها خافت من تقديم اسم أو أسماء للقتلة الذين أوصلوا السم لجسد ياسر عرفات.
ومنذ تلك الأعوام البعيدة، لا تزال قيادة السلطة تتهم الاحتلال باغتيال عرفات، دون أن تقوم بخطوة حقيقية لفضح القتلة الفعليين، مكتفية بالشعارات عن خلود ورمزية عرفات بدل محاسبة قاتليه
ويمكن بسهولة ملاحظة هذا العجز المقصود في الوصول لقتلة عرفات، في مقابل الجهد الكبير الذي تقوم به أجهزة السلطة في ملاحقة المقاومين.
ويكاد لا يخلو يوم من ملاحقات واعتقالات أمنية تنفذها أجهزة السلطة في طول الضفة الغربية وعرضها، يكون ضحيتها نشطاء ومقاومون يعدون العدة للتصدي للاحتلال.
ويتمثل الجهد الأمني الذي تقوم به السلطة في تقديم المعلومات المباشرة للاحتلال حول المقاومة، أو القيام بدور مباشر في اعتقال واغتيال المقاومين، أو تفكيك العبوات الناسفة التي يزرعها المقاومون، وبالتالي إفساح الطريق لاجتياح مدن الضفة.
هذا النجاح المستمر لأجهزة السلطة في قمع المقاومة جعل من الاحتلال حريصاً على بقاءها بطل ثمن، وتنازل قادته المتطرفون مثل سموتريتش عن أفكارهم ونقلوا لها الأموال بشكل دوري، كي لا تنهار ويذهب معها الجهد الأمني الذي تقوم به لصالح الاحتلال.
ورفعت السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وتيرة الاعتقال السياسي والملاحقات الأمنية بالضفة الغربية المحتلة، والتي اشتدت منذ السابع من أكتوبر الماضي مع بدء عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة لضمان منع أي تحرك لجبهة الضفة ضد الاحتلال.

إغلاق