الشعب سينتفض.. تكميم الأفواه لن يجدي نفعاً 

الشعب سينتفض.. تكميم الأفواه لن يجدي نفعاً 

الضفة الغربية – الشاهد| كتب سعيد إنجاص: في اي دولة يوجد ثلاث سلطات فاعلة الا دول الوطن العربي طبعا وهذه السلطات هي التشريعية والقضائية والتنفيذية.

لقد اعتقدنا دائما اننا استثناء في المنطقة بعد أن ذقنا الويلات في سجون ومعتقلات وأجهزة مخابرات النظام العربي وكان حلمنا ان ننعم بديمقراطية تليق بمعاناتنا وتجربتنا وثقافتنا ومكوناتنا السياسية والفكرية….وكما قال المرحوم ياسر عرفات في مرحلة الثورة عندنا ديمقراطية البنادق.

وكانت بداية تاسيس السلطة الوطنية على هذا النهج والسلطات تعمل بفاعلية ومهنية عالية وكان المجلس التشريعي فاعلا ومؤثرا ويقوم بدوره الرقابي وسن القوانين ولدينا هامش حرية كبير لا يقارن بالمحيط.

وبعد تعطيل مؤسسة التشريعي الفلسطيني وغياب الرقابة على السلطة التنفيذية كان أملنا في السلطة الرابعة وهي الإعلام والصحافة ومن ضمنها حرية الراي في نطاق المعقول والالتزام بالقانون دون تجريح أو تخوين لتبقى عينا ساهرة وناقدة لكل التجاوزات القانونية والإدارية والسياسية والامنية، إلى أن يتسنى لنا أن نجري انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة وتعود الحياة الديمقراطية لمجراها الطبيعي كما كانت في أواخر التسعينات ولو نسبيا لاني أؤمن لا ديمقراطية كاملة أو مطلقة تحت الاحتلال الذي يتحكم بتفاصيل الحياة لدينا.

ولكن ما نراه الآن هو تغول السلطة التنفيذية على كل السلطات وكل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني وهذا يشكل خرقا خطيرا ويضيف معاناةً آخرى للمواطن فوق معاناته اليومية من الاحتلال .

لقد غاب عن بال السلطة التنفيذية ان الاحتقان والغليان عند الشعب بلغ درجة لم يصلها طوال معاناته منذ ٧٦ عاما مضت حيث ضاق الخناق على الموظف والعامل والتاجر والوضع قابل للانفجار في اي لحظة.

وأعتقد ان تكميم الافواه وتقييد الحريات هو ابحار في الاتجاه المعاكس لطريق الحرية والتحرر وبناء مجتمع مدني ينتمي فيه المواطن للفكرة والمؤسسة وبالتالي للدولة من خلال احترام القانون والدستور كفيصل بين السلطة والشعب وبين كل مكونات النظام الفلسطيني .

و من باب المسؤولية الوطنية ادعو السلطة لاشاعة الحريات وإطلاق سراح معتقلي الرأي في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به شعبنا فهو يستحق قيادة ونهجا استثنائيين ايضا.

حتى لو كان المواطن مبالغا في النقد وتجاوز القانون وعلى سبيل المثال لا الحصر الأخ مزيد سقف الحيط وغيره، فنحن لا نريد أن يتكرر في سجوننا ما حصل للشهيد خضر عدنان رحمه الله في سجون الاحتلال لأنها ستكون ام الكوارث .

فالأخ مزيد سقف الحيط مضرب عن الطعام والشراب ودخل المستشفى ناحلا ومنهكا وهناك خطورة على حياته ولا نريد أن نرى بوعزيزي آخر في فلسطين في هذه اللحظة العصيبة فنحن بغنى عن الانفجار الداخلي الذي لا تحمد عقباه .

رفقا بالشعب الذي تحمل ما تحمله أيوب فهو مصدر السلطات واداة التغيير التحرر والتحرير وهدفها واتمنى على القيادة أن توسع صدرها شوي وتتحمل شعبها حتى نخرج من هذا النفق المظلم بسلام مجتمعي وأمان.

وكما قال عنترة العبسي:

لا يحمل الحقد من تعلو به الرتبُ

ولا ينال العلى من طبعه الطغضبُ

 

إغلاق