أعيدوا فتح إلى حقيقتها

أعيدوا فتح إلى حقيقتها

جنين – الشاهد| كتب ظافر نوباني: كانت فتح اسرتنا الكبيره و بيتنا الدائم كانت الام و الاب التي تحنو على ابناءها و ترضعهم قوانين المحبه و التفاني، كنا نلتقي في بيوت التنظيم بدمشق حول صوبه المازوت.

طلبة جاءوا من كل جامعات العالم جاءوا للتعايش مع قواعدنا في الجنوب اللبناني يحملون افكاراً مختلفة قوميون وماركسيون واسلاميين وماويين وبعثيون وشيوعيون، سوريون واردنيون يمنيون جزائريون عراقيون ليبيون ومصريون يأخذنا النقاش حتى الساعات الاولى من الفجر يتخللها قلايه البندوره و عجه البيض و علب الفول و السردين و البلابيف.

كنا نختلف و نتفق نغضب و نضحك و تجمعنا الحبيبة فتح على فرشات صُفت الواحده تلو الاخرى ليظللنا غطاء واحد ( بطانيات فتح ) و هذا يشِد الغطاء الى جانبه في هذا الطرف او ذاك وسط ضحكات من القلب حتى بأخذنا سبات النوم لنصحوا على رائحه البيض و الفول و الشاي و قد اعده اول الصاحين من النوم محاولاً إيقاظنا بشتى الوسائل الناعمه و الخشنه ، لنصحوا و نحن ضاحكين و كأن معرفتنا ببعض مضى عليها سنوات رغم انها الليله الوحيده التي نلتقي بها ( ليله فتح ) التي اختصرت سنوات من المعرفه و التلاقي.

تنقلنا السيارات الى قياده كتيبة الجرمق بالبرج الشمالي القريبه من مدينه صور اللبنانية، يستقبلنا قائد الكتيبة الاخ معين الطاهر و شهيدنا الحي علي ابو طوق و يزورنا باليوم التالي الاخ المناضل الشهيد ابو جهاد، مرحباً بنا، في قواعد الفتح العظيمه، لنبدأ رحلتنا نحو فلسطين.

ما اردت قوله بذكرى الانطلاقه ان لقاءنا في تلك الليله (ليلة فتح ) أفضل بكثير من لقاءات قادتها الآن من حيث المحبه والوفاء لفتح،  وان الاخ والاخت والمناضل والمناضلة و الرفيق والرفيقة تعابير عفوية وحقيقية اصدق من فخامة وسيادة ودولة ومعالي و عطوفة، وأن سردين وفول وبلابيف فتح اشهى و ازكى من موائد الخراف و ولائم النفاق، وبطانيات الفتح تعطيك الدفئ الحقيقي و راحه للنفس اكثر من فراش الموفمبيك والجراند بارك، فأعيدوا فتح الى حقيقتها ومركز قوتها حيث مخيمات اللجوء.

إغلاق