بين ملهاة غلاء القهوة وحقيقة فساد السلطة.. الحل هو الانتفاض

بين ملهاة غلاء القهوة وحقيقة فساد السلطة.. الحل هو الانتفاض

رام الله – الشاهد| كتب ياسين عز الدين: مع بداية العام الجديد ارتفاعات جديدة في الأسعار بالضفة وعلى رأسها البنزين ومواد أساسية وغير أساسية كثيرة، لتكون استمرارًا للارتفاعات في السنوات الماضية، وفي المقابل تدفع السلطة أنصاف رواتب وهذا الشهر تأخرت لأن إسرائيل تماطل بتسليم المقاصة.

لكن الناس منشغلون في ارتفاع أسعار قهوة شركة ازحيمان، لا مشكلة لديهم سوى هذا الارتفاع أما باقي المصائب فيتعايشون معها ويعذرون السلطة التي تسرقهم ليل نهار.

ويتقبلون الارتفاع الكبير بأسعار السجائر ولا مشكلة لديهم أن يشتروا بنزين أغلى مما يشتريه المواطن السويدي أو السويسري (إن كنتم لا تصدقون فاسألوا أهل السويد وسويسرا) وهذا ليس لأن تكلفته عالية بل لأن الضريبة عالية جدًا؛ تكلفة ليتر البنزين لا تتجاوز 2.5 شيكل وما تبقى 4.5 شيكل ضرائب تذهب لجيوب السلطة.

أسباب الارتفاع هي قيام دولة الاحتلال برفع الضرائب وعلى رأسها القيمة المضافة، بالإضافة للحصار البحري اليمني والعقوبات الاقتصادية التركية مما يضطر الاحتلال للبحث عن مسارات أطول لاستيراد البضائع.

ولأن السلطة ربطت اقتصادنا مع الاحتلال وجعلتنا نعيش على الفتات فسينعكس الارتفاع تلقائيًا على الاقتصاد الفلسطيني المدمر، ماذا فعلت السلطة لتفادي هذه المصائب؟ لا شيء! ولماذا تفعل شيئًا إذا كان الناس يتقبلون ذلك ولا يحتجون.

ومما يدمر اقتصاد الضفة أكثر هو الحواجز التي تعيق الحركة التجارية، مما يسحق الشركات المحلية ويضطرها لرفع الأسعار وفصل العمال لتعويض الخسائر، فهل يحتج الناس على الحواجز؟ لا بل يهاجمون الحلقة الأضعف أي المصانع والشركات المحلية، خاصة إن كانت غير مملوكة لأزلام السلطة.

كما يدمر اقتصاد الضفة أيضًا طرد المزارعين والرعاة من المناطق ج وتدمير مزروعاتهم ومصادرة مواشيهم، وأكثر الرعاة أصبحوا يشترون الأعلاف للمواشي بدلًا من رعيها في الجبال، وكل ذلك يؤدي لارتفاع أسعار الخضار واللحوم، والناس بدلًا من مهاجمة السبب الأصلي، يتهجمون على المزارعين والرعاة ويدعون لمقاطعتهم.

وكل شيء يرتفع سعره في الضفة بشكل يطحن الناس، والحل الوحيد الذي يبتكره الإعلام المحلي والنشطاء هو الدعوة للمقاطعة، فهل يقاطعون كل شيء؟.

الناس يخشون مواجهة الحقيقة والسبب الأصلي للغلاء: الاحتلال والسياسة الاقتصادية المدمرة التي تتبعها السلطة وفسادها وإفسادها، فينشغلون بموضوع هامشي لا يستحق كل هذه الضجة مثل رفع شركة ازحيمان لسعر القهوة، وإعلام السلطة وحركة فتح ونشطاؤهم وجدوا في موضوع ازحيمان ملهاة تبعد الإنظار عنهم فوجدوا قطيعًا يلحق بهم بلا تفكير.

مع العلم أن ازحيمان من الشركات الكبيرة القليلة التي لا يملكها أزلام السلطة واتباعها، ولو كانوا من أزلام السلطة لغفروا لها وبحثوا عن شركة أخرى يهاجمونها، فضلًا عن أن القهوة مادة غير استهلاكية وازحيمان لا تحتكر بيعها بل توجد عشرات الشركات المنافسة في سوق مفتوحة بالتالي فرفعها للأسعار لا يعتبر استغلالًا بل تعود للعلاقة بينها وبين زبائنها.

رسالتي لأهل الضفة لا تسمحوا لإعلام السلطة والنشطاء أن يلعبوا بعقولكم، وواجهوا مشاكلكم بشجاعة بدلًا من الهروب لقضايا هامشية لا تطعمكم من جوع ولا تأمنكم من خوف، وإلا سيستمر سحقكم وتدميركم وأنتم تنظرون.

لا توجد حلول سهلة فالحل الوحيد أمامكم هو مواجهة الاحتلال والسلطة حتى تتحرروا وأن تساندوا غزة حتى لا يستفرد بكم الاحتلال، هذا لن يعالج مشكلة الأسعار بشكل سريع لكنه يضمن مستقبل أفضل لكم، لا تبحثوا عن عبودية أفضل بل ابحثوا عن الحرية.

إغلاق