زيارة السلطة تنكأ جراح فلسطينيي سوريا.. فساد وتآمر ومواقف إجرامية

زيارة السلطة تنكأ جراح فلسطينيي سوريا.. فساد وتآمر ومواقف إجرامية

دمشق – الشاهد| نكأت الزيارة المرتقبة لوفد السلطة الفلسطينية إلى العاصمة السورية دمشق للقاء الإدارة الجديدة جراحًا ملتهبة لا تكاد تندمل منذ سنوات مع تورطها في قضايا فساد ومواقف متناقضة مع مصلحة الفلسطينيين.

وقوبلت الزيارة برفض شديد من الفلسطينيين السوريين الذين ذاقوا الويلات من السلطة وسفارتها التي لم تكن سوى بوابة مخابراتية هدفها جمع الأموال لجيوبهم.

الوفد الذي سيتوجه إلى دمشق خلال ساعات للقاء قيادة الإدارة السورية الجديدة يضم شخصيات بارزة في السلطة الفلسطينية، بينهم محمد مصطفى، أحمد مجدلاني، محمود الهباش، وياسر عباس.

ناشطون فلسطينيون في سوريا يؤكدون رفضهم الشديد لزيارة وفد السلطة الفلسطينية إلى دمشق، مشددين على أن الوفد “لا يمثل الفلسطينيين في سوريا”.

ويتهم هؤلاء في تصريحات منفصلة أعضاءه بالتورط في قضايا فساد واتخاذ مواقف سياسية وصفت بـ “المتناقضة مع مصلحة الفلسطينيين”.

ويشيروا إلى أن هذه الشخصيات لا تمثل تطلعات الفلسطينيين في سوريا، مستذكرين تصريحات سابقة لبعضهم دعمت الحصار على مخيم اليرموك وأيدت سياسات نظام الأسد السابق خلال الحرب.

الناشط الفلسطيني سليمان مهنا كشف عن توثيقات تتعلق بفساد بعض شخصيات الوفد بينهم أحمد مجدلاني المتهم باختلاس 14 مليون شيكل من صندوق “وقفة عز” وسرقة مساعدات مخصصة لقطاع غزة.

وسلط مهنا الضوء على محمود الهباش المتورط في قضايا اختلاس مالي، مع تصريحاته المثيرة للجدل التي ساوت بين الدم الفلسطيني والإسرائيلي.

وراح يقول إن محمد مصطفى كشفت تقارير استقصائية عن تورطه في تهرب ضريبي وبيع أراضٍ فلسطينية لشركات سياحية، وملفات فساد تتعلق بصندوق الاستثمار الفلسطيني.

ويشير بالبنان إلى سمير الرفاعي سفير السلطة في دمشق الذي يواجه شبهات حول اختلاس أموال مخصصة لأسر الشهداء والجرحى، وتبريره حصار مخيم اليرموك.

فساد السلطة

وبقول مهنا إن ياسر عباس ابن رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس يواجه تحقيقات دولية حول ثروته المقدرة بـ4 مليارات دولار.

هذا الرفض الشعبي الفلسطيني السوري لزيارة وفد السلطة الفلسطينية إلى دمشق انتقل إلى تظاهرات احتجاجية ضده.

وشارك عدد من الناشطين في وقفة احتجاجية سلمية أمام مبنى سفارة السلطة الفلسطينية في دمشق، رفضاً لـ “اختطاف التمثيل الفلسطيني” إلّا أنّ السفارة نفذت وقفة مضادة جلبت كوادر من حركة فتح، ما اعتبره ناشطون سلوكا قمعيا.

الناشط الفلسطيني ماهر شاويش شارك مهنا استيائه من سياسات السلطة الفلسطينية “المتخاذلة” تجاه فلسطينيي سوريا خلال سنوات الأزمة.

وينتقد شاويش بشد رئيس السلطة محمود عباس وأعضاء وفده المرتقب قائلاً: “سنتحدث ونصدح برأينا، ليس فقط من أوروبا، بل حتى لو كنا في الصين”.

ويؤكد أن فلسطينيي سوريا “يعرفون تماماً من وقف بجانبهم ومن خذلهم أو تآمر عليهم”، مضيفًا أن الشعارات القديمة لم تعد تنطلي عليهم بعد أكثر من عشر سنوات من المعاناة.

ويبين أن “ركام بيوت الفلسطينيين في سوريا لا يزال شاهداً على حجم الدمار الذي تعرضوا له، وشهداؤهم لم تجف دماؤهم بعد، فيما لا يزال المعتقلون يقبعون في السجون”.

ويطالب شاويش النخب الفلسطينية السورية بتحمل مسؤوليتها في كشف الحقائق وفضح ممارسات الفصائل التي قال: إنها استغلت معاناة الفلسطينيين لتحقيق مصالح حزبية وشخصية.

ويؤكد الناشط أن الذاكرة الفلسطينية السورية تختزن أدق تفاصيل الألم والمعاناة، مما يجعل المجتمع الفلسطيني قادراً على التمييز بين من وقف بجانبهم ومن خانهم.

ويشير إلى أن “من حقنا أن نطالب كل مسؤول فلسطيني بجردة حساب عن مدى استجابته للكارثة والنكبة التي حلّت بنا”.

ويوضح أن أي محاولات لإعادة بناء الثقة باستخدام الأساليب القديمة مصيرها الفشل، مشدداً على أن الفلسطينيين في سوريا لن يسمحوا بتمرير مشاريع حزبية أو مصالح شخصية على حساب دمائهم وكرامتهم.

ومؤخرا تصاعدت الانتقادات للسلطة الفلسطينية على خلفية سياساتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون في سوريا والمخيمات الأخرى.

إغلاق