السلطة تفشل في الإفراج عن الأسرى والمقاومة تنجح فلماذا تغضب فتح؟

رام الله – الشاهد| على مدار 30 عاماً فشل السلطة الفلسطينية وحركة فتح عبر مسار المفاوضات والاستسلام في الإفراج عن الأسرى القابعين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنوات، فيما نجحت المقاومة الفلسطينية وعلى مدار سنوات قليلة في الإفراج عن الآلاف عبر صفقات التبادل.
الاحتلال وبعد توقيعه على صفقات التبادل مع المقاومة، كان يحاول أن يعطي السلطة وحركة فتح بعض الأسرى الذين تشارف محكومياتهم على الانتهاء ويفرج عنهم كخطوة لإضاء تلك السلطة التي تخلت عن الأسرى بعد أن وضعت الإفراج عنهم ضمن ملفات الحل النهائي مع الاحتلال.
السلطة وحركة فتح والتي يفترض بها أن تكون إلى جانب المقاومة في ملف الأسرى والإفراج عنهم، يختلج صدرها حالة من الغل والحقد على المقاومة التي نجحت في الإفراج عن الآلاف منهم ومن جميع الفصائل الفلسطينية.
حقد وتهديد
ووصل الأمر بها إلى تحريض وتهديد بعض عائلات الأسرى للإعلان عن رفضها للإفراج عن أبنائهم من سجون الاحتلال ضمن صفقة التبادل التي من المقرر أن تجري خلال الساعات القليلة المقبلة.
فقد طالبت الحركة في خطاب وجهته لرئيسها محمود عباس بالتدخل لمنع الإفراج عن الأسير شحادة الجباوي والمحكوم بالمؤبد ضمن صفقة التبادل بين حركة حماس والاحتلال والتي ستدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل.
وقال إقليم فتح في شمال الخليل خلال الخطاب: “بعد عقد اجتماع في مقر قيادة حركة فتح منطقة إذنا التنظيمية وبحضور ممثل إقليم شمال الخليل لمنطقة إذنا التنظيمية، وأمين سر المنطقة وبعد التشاور والجلوس مع عائلة المناضل شحادة نمر الجباوي نحيط سيادتكم أن الأسير محكوم عشرين عاماً أمضاها في سجون الاحتلال وما زالا معتقلاً”.
وأضاف: “لم يتبق له سوى عشرون يوماً وهو من كوادر حركة فتح وإعلامها في سجون الاحتلال، وعليه وبعد الاجتماع مع عائلته فإنهم يرفضون رفضاً قاطعاً أن يتم إدارج اسماه ضمن أي صفقة وقعتها حركة حماس مع جانب الاحتلال”.
فيما نقلت المقربين من الأسير الجباوي رسالة منه قال فيها رداً على ضغوط فتح على عائلته، أنه سيخرج ضمن صفقة التبادل حتى لو بقي له في المعتقل يوم واحد.
تبادل أدوار
فتح وسلطتها لم تكتف بهذا الحد بل تلجأ إلى اعتقال وملاحقة من يتم الإفراج عنهم في سجون الاحتلال، وتحديداً من الفصائل الفلسطينية غير المنتمين لحركة فتح، إذ يتواجد في سجونها عشرات الأسرى المحررين.
ويطلق الشارع الفلسطيني اسم “سياسة الباب الدوار” على جرائم أجهزة السلطة بحق الأسرى والمحررين، إذ تتناوب السلطة والاحتلال على اعتقالهم.
فيما تحرم السلطة الآلاف من أولئك الأسرى من التقدم للوظائف الحكومية، وتلاحق من يفكر بعمل مشروع خاص وتحديداً من هم مؤيدون للمقاومة ونهجها ويخالفون نهج السلطة.
وتحاول حركة فتح وإعلامها شيطنة المقاومة ونهجها الذي نجح في الإفراج عن الأسرى فيما فشل في ذلك مسار التفاوض والاستسلام، وتعتبر أن الثمن الذي يدفعه الشعب من تضحيات لا يستحقه الأسرى.
استعدادات شعبية
هذا وتستعد الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية إلى استقبال الأسرى المحررين في صفقة تبادل الأسرى، وسط حالة من الفرحة في منازل من سيفرج عنهم.
فيما أفادت مصادر محلية أن العديد من المواطنين وأهالي من سيفرج عنهم بدأوا بتزيين منازلهم والطرقات المؤدية إليها استعداداً لاستقبال المحررين.
يأتي ذلك بعد أن دعت حراكات شبابية لتحويل مراسم استقبال الأسرى المحررين بصفقة التبادل في الضفة الغربية والقدس المحتلتين إلى مسيرات شعبية وفاء للمقاومة وقطاع غزة، مع بدء سريان وقف إطلاق النار يوم الأحد المقبل.
ودعت الحراكات في بيان إلى تحويل استقبال الأسرى الذين سيفرج عنهم الأسبوع المقبل، لمسيرات شعبية داعمة للمقاومة وغزة، وفاء للمقاومة وأهالي غزة، وتحد للاحتلال الذي أعلن حظر احتفالات استقبالهم.
وطالبت أهالي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، للمشاركة معهم في استقبال أبنائهم رفضاً لإجراءات الاحتلال بحقهم.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=82092