ما تأثير صفقة التبادل على الضفة الغربية وحاضنة المقاومة؟
رام الله – الشاهد| بكثير من الفرح والاستعدادات، ينتظر الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وأهالي الأسرى الساعات والأيام المقبلة استقبال أبنائهم المفرج عنهم من سجون الاحتلال ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال.
الصفقة والتي سيفرج بموجبها عن عدد كبير من المقاومين ومن حكموا بالمؤبدات بسبب مقاومتهم للاحتلال ومشاركتهم في الكثير من العمليات الفدائية التي أثلجت صدور الفلسطينيين، زادتهم الصفقة قناعة بخيار المقاومة والعمل المسلح في الإفراج عن الأسرى.
فمنذ احتلال فلسطين لم يفرج الاحتلال عن الأسرى المقاومين إلا بعد انتهاء محكوميتهم أو مجبراً بصفقات التبادل، وهو ما يعني أن الحياة كتبت من جديد لمئات الأسرى المحكومين بالمؤبدات كأمثال عبد الله البرغوثي وعباس السيد وابراهيم حامد وأحمد سعدات ومروان البرغوثي وغيرهم.
الصفقة والتي سيفرج بموجها عن أكثر من 290 أسيراً ممن يقضون أحكاماً بالمؤبد سيعودون إلى منازلهم ولأحضان عائلاتهم في الضفة الغربية، وهو ما سيعزز من صورة المقاومة فلسطينياً وعربياً أن ذلك النهج هو الأنجح في مقاومة الاحتلال وانتزاع الحقوق وليس مسار التفاوض والاستسلام.
استنهاض العمل المقاوم
ويخشى الاحتلال والسلطة الفلسطينية على حد سواء أن يؤدي الإفراج عن الأسرى إلى أماكن سكناهم في الضفة الغربية، إلى استنهاض العمل المقاوم، الذي أصبح الخيار الأول للشعب الفلسطيني بعد فشل كل الخيارات والمسارات الأخرى.
في حين أن خشية السلطة الفلسطينية مضاعفة لا سيما وأن ما نجحت به المقاومة من إبرام صفقة تبادل والإفراج عن مئات الأسرى في كل مرة وإلى الآلاف مع نهاية المرحلة الثالثة سيعزز من شعبية حركة حماس والمقاومة في أي انتخابات قادمة.
وعملت السلطة وحركة فتح بكل قوة خلال السنوات الأخيرة على الضغط على الاحتلال وعائلات الأسرى المنتمين لحركة فتح من قبول الإفراج عنهم خلال صفقات التبادل مع المقاومة، وهو ما تجلى في قضية الأسير القائد مروان البرغوثي.
تحركات خبيثة
فقد أكدت زوجته في تصريحات متعددة أن شخصاً في السلطة الفلسطينية (تقصد محمود عباس) يعارض الإفراج عن الأسير مروان في إطار أي صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال.
وقالت: “هناك فرقا بين أن السلطة الفلسطينية بشكل عام لا تريد إطلاق سراح مروان البرغوثي، أو أن شخصاً بعينه ضد ذلك”، مضيفةً: “ربما يكون هناك شخص يرغب في منع إطلاق سراحه، لكن الأكيد أن مصلحة السلطة الفلسطينية بشكل عام في إطلاق سراح مروان”.
وذكرت البرغوثي أنه ليس فلسطينياً ولا وطنياً ولا إنساناً من يسعى لأن يبقى مروان البرغوثي داخل السجن.
وشددت على أن حركة فتح ستكون أكثر المستفيدين من الإفراج عنه، لأنه سيعيدها إلى مسارها الطبيعي ولصدارة المشهد مجدداً.
فيما اعتبر القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر أن إصرار المقاومة الفلسطينية على الإفراج عن مروان البرغوثي يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني.
وذكر عبد القادر في تصريحات صحفية له أن الجميع يدرك أن هناك متضررين من الإفراج عن مروان، لكنهم اليوم أمام إرادة المقاومة وأوراق قوتها لا معنى لهم.
وكان موقع ميدل إيست آي البريطاني كشف أنّ مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية طلبوا من الوسطاء استبعاد مروان البرغوثي من صفقة تبادل الأسرى بين “إسرائيل” وحماس.
استنساخ التجربة
نجاح المقاومة في الإفراج عن الأسرى بالقوة من سجون الاحتلال، سيرسخ القناعة ويزيد الدافعية لدى المقاومين بالضفة الغربية لانتهاج واستنساخ نفس المسار للإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال والذين يأسرون بسبب عملهم المقاوم.
وقامت المقاومة على مدار سنوات طويلة أسر الجنود والمستوطنين في الضفة الغربية لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، والتي كان أخرها وأبرزها خلال السنوات الأخيرة، أسر المستوطنين الثلاثة في الخليل عام 2014.
ولم تنجح العديد من تلك المحاولات إلى مبتغاها جراء الإجراءات الأمنية الصعبة في الضفة الغربية بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، إلا أنه ورغم ذلك يصر المقاومين على استنساخ التجربة علها تنجح في مرات قادمة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=82101