محلل: استخدام السلطة لفتح كأداة وضعها بأزمة وجود وأفقدها شعبيتها
رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي مروان الأقرع إن 28 عامًا من عمر حركة فتح قبل اتفاق أوسلو كان عنوانها الأبرز جر الفلسطينيين إلى معارك جانبية مع فصائل ودول وأحزاب عربية وحرمت المقاومة من ساحات مهمة في معركتها مع الاحتلال”.
وذكر الأقرع في تصريح أن ما ميز فتح قبل أوسلو تبنيها الكفاح المسلح وصدامها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وعدم قدرتها على احتواء تلك الفصائل التي كانت تنافسها على تمثيل الفلسطينيين بالداخل والخارج”.
وأوضح أن “الأمر الآخر علاقاتها الصدامية مع الدول العربية التي وُجدت قواتها على أراضيها إذ تردت العلاقة مع الأردن، وحصل صدام دامي حصد آلاف الضحايا، وأدى لإغلاق جبهة الأردن التي كانت تؤرق الاحتلال، وتشكل خطراً كبيراً عليه”.
وأشار إلى أنه “بعد الانتقال إلى لبنان (بعد خروجها من الأردن عام 1970) لم تتعلم حركة فتح من أخطائها، وتدخلت في الشؤون الداخلية اللبنانية، وكانت طرفا في الصراعات الداخلية اللبنانية، وخسرت أيضا ساحة لبنان التي كانت مسرحاً لعمليات الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى”.
وقال الأقرع إنه “بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 وعودة قيادة الحركة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، تخلت فتح عن الكفاح المسلح، وحاولت فرض رؤيتها على الفصائل الأخرى، ما جعلها في صدام معها ولم تتعلم من التجارب السابقة”.
وأكد الأقرع أن “أوسلو شكل نقطة مفصلية في تاريخ فتح بعد أن تخلت عن الكفاح المسلح، ورهنت مصيرها ومصير الشعب الفلسطيني بالمفاوضات التي بقيت مكانها.. وهذا ما جعلها تعيش في مأزق الوُجود في المنطقة الرمادية بين المقاومة وبين التطبيع”.
وعد أن “علاقة فتح مع السلطة الفلسطينية شكلت مشكلة كبيرة للحركة التي استحوذت على أغلبية الوظائف السياسية والعسكرية والمدنية، وباتت فتح أداة بيد السلطة تستحضر للتجييش والتحشيد، وخارج إطار اتخاذ القرارات”، وفق الأقرع.
وقال: “تأتي انطلاقة فتح، وقد مر 15 شهرا على معركة طوفان الأقصى، إذ غابت عنها تماما باستثناء بعض مجموعات متمردة على قيادتها، واستخدمت السلطة الفلسطينية فتح في محاربة الحراك الشعبي الداعم لغزة”.
واستطرد “الأمر الآخر الذي جعل الحركة تعيش في أزمة كبيرة هو تأييدها للسلطة في عمليتها الحالية على مخيم جنين، وحاولت تجنيد أعضائها في حرب شعواء على المقاومة، ما أفقدها من شعبيتها الشيء الكثير، وجعل جل أعضائها يغردون خارج إطارها”.
ودعا الأقرع حركة “فتح” إلى عقد المؤتمر الثامن “في أقرب وقت ممكن لوضع استراتيجية عمل نضالية تتوافق وطبيعة التحديات والمتغيرات في المرحلة القادمة إقليمياً ودولياً داخل الأرض المحتلة وخارجها تعمل على كافة المسارات”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=82217