بعد 48 يوماً من الحصار.. أجهزة السلطة تفشل في كسر المقاومة بمخيم جنين

جنين – الشاهد| ثمانية وأربعون يوماً من الحصار الخانق فرضت أجهزة السلطة على مخيم جنين لم تفلح خلاله من كسر المقاومة، وذهبت في المقابل للتنكيل بسكان المخيم عبر قطع المياه الكهرباء وحتى الطعام، واستهداف كل من يتحرك.
وعلى الرغم من محاولة السلطة خداع الرأي العام المحلي والعربي بأن ما تقوم به هي محاولة لضبط الأمن في المخيم، إلا أن كل الشواهد والدلائل وكذلك التصريحات من بعض قيادتها تؤكد أن الهدف هو رأس المقاومة في جنين وسلاحها ورجالها.
المقاومة التي كانت تعي جيداً المخطط، رفضت تسليم السلاح، وأكدت أكثر من مرة أن سلاحها وجد لمواجهة الاحتلال فقط، وأن السلطة بعمليتها تلك تحاول تنفيذ مخططات الاحتلال ضد المقاومة.
وطالب المقاومة ممثلة بكتيبة جنين وفصائل المقاومة كافة السلطة إلى التراجع عما تقوم به، إلا أن الأخيرة أصرت على جريمتها قتلت العديد من أبناء المخيم بالرصاص الحي ومع سابق الإصرار والترصد.
كما وأطلقت تلك الأجهزة ولأول مرة قذائف صاروخية تجاه المنازل والسيارات داخل المخيم، الأمر الذي أثار الصدمة إلى حجم الحقد الذي تحمله تلك الأجهزة في صدورها تجاه أهالي المخيم.
نقض الاتفاق
هذا واتهم المقاومون أول أمس السلطة الفلسطينية بنقض الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً، والذي كان يهدف إلى تخفيف التصعيد وحقن الدماء في مخيم جنين.
وأكدت فصائل المقاومة في بيان مشترك، أن الاتفاق جاء نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية بشكل كبير في مخيم جنين، حيث شهدت المنطقة تصاعداً في العمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك القصف الجوي والرصد الاستخباراتي المكثف.
وأوضحت أنه تم التوصل إلى الاتفاق السابق عبر لجنة وساطة ترأسها داوود الزير، رئيس لجان الإصلاح في الضفة الغربية، وبمشاركة أعضاء اللجنة، وقد التزمت فصائل المقاومة بجميع بنود الاتفاق، بما في ذلك وقف إطلاق النار والامتناع عن أي أعمال عسكرية، وذلك من أجل تجنب المزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.
مهلة إسرائيلية
الفشل المتوقع للعملية في جنين، كان واضحاً لدى الاحتلال منذ البداية، لذلك منح السلطة مهلة زمنية من أجل القيام بمهمة كسر المقاومة في جنين وإلا سيتدخل بنفسه.
وقد كشفت القناة 14 العبرية أن “إسرائيل” وجهت تحذيرًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقرب “انتهاء المهلة” للعملية التي تنفذها أجهزته الأمنية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت القناة 14 إن “رسالة إسرائيل لعباس هي لديك مهلة قصيرة لإنهاء العملية في جنين، وبعدها سنعود للعمل شمال الضفة الغربية”.
جرائم حرب
من جانبه، أكد رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في لندن محمد جميل، أن السلطة ارتكبت جرائم تقودها للجنائية الدولية، مشيراً إلى أنه توجد مساعي لمحاسبتها هناك.
وقال إن أبرز تلك الانتهاكات تتمثل في الاعتقالات السياسية والتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون، مشددا على أنها تُعتبر انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وتُصنف كجرائم ضد الإنسانية.
كما أوضح بحسب ما نقلته صحيفة الرسالة أن حصار مخيم جنين لأكثر من 48 يومًا، مع قطع إمدادات الغذاء والدواء والوقود، هو عمل غير إنساني يهدد حياة المدنيين ويُعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
ونوه كذلك إلى أن تحويل مستشفى جنين الحكومي إلى ثكنة عسكرية يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استخدام المنشآت الطبية لأغراض عسكرية.
وشدد على أن استخدام القناصة لقتل المدنيين يُعتبر جريمة حرب، خاصة عندما يتم استهداف أشخاص غير مشاركين في الأعمال القتالية.
كما لفت النظر إلى أن حرق المنازل والممتلكات يعد انتهاكات جسيمة لحقوق الملكية الفردية والجماعية، وتُعتبر جرائم بموجب القانون الدولي.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=82278