ماذا ستجني السلطة من شراكتها بالعدوان على المقاومة؟

رام الله – الشاهد| كتبت سمية قاسم.. تحت غطاء “التنسيق الأمني”، وعلى مدار عقود سابقة، طوَّرت سلطة رام الله أداءها الأمني لتصبح شريكًا أساسيًا في خدمة الاحتلال “الإسرائيلي”. ففي إطار هذا التنسيق الذي بدأ بموجب اتفاقات أوسلو، أصبحت سلطة رام الله جزءًا من سياسة الاحتلال لحماية مصالحه الأمنية، على حساب القضايا الوطنية الفلسطينية.
تجسد هذا التعاون في ملاحقة المقاومين، وتفكيك خلايا المقاومة، وهو ما أدى إلى تراجع دور السلطة كطرف وطني يمثل إرادة الشعب الفلسطيني، ليصبح المنفذ الميداني لجيش الاحتلال ما أدى إلى إضعاف شرعية السلطة في نظر أغلبية الفلسطينيين، الذين يرون في هذه السياسات خيانة لتضحيات الشعب الفلسطيني، إذ أصبحت السلطة بمثابة ذراع أمنية للاحتلال بدلًا من أن تكون قوة مناضلة لتحقيق تحرير فلسطين.
تشترك سلطة رام الله مع الاحتلال “الإسرائيلي” في هدف القضاء على المقاومة الفلسطينية، حيث تعمل أجهزة الأمن التابعة لها على ملاحقة عناصر المقاومة والناشطين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، واعتقالهم وتعذيبهم، بتعاون وتنسيق مع الاحتلال “الإسرائيلي”، هذا التعاون الأمني للحد من تأثير فصائل المقاومة، لا سيما حركتي حماس والجهاد الإسلامي، من خلال منع عناصر الفصيلين ومعهم الناشطين من مقاومة الاحتلال ومنع تنفيذ عمليات ضد الاحتلال. وتمثل هذه السياسات تناقضًا مع طموحات الشعب الفلسطيني الذي يهدف إلى تحرير أرضه من الاحتلال “الإسرائيلي”.
وتستمر أجهزة سلطة رام الله في الضفة الغربية بتنفيذ حملات أمنية ضد المقاومة، حيث تلاحق المقاومين وتقوم بمصادرة الأسلحة وتفكيك العبوات الناسفة والكمائن المعدة لصد الاحتلال بهدف تقليص قدرة المقاومة على التصدي لاقتحامات الاحتلال المتواصلة للمدن والقرى الفلسطينية، مما يعكس سياسة التنسيق الأمني بين سلطة رام الله والاحتلال والتي تهدف الى ضرب المقاومة وإنهائها.
وفي سياق العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال “الإسرائيلي” على مدينة جنين ومخيمها، والقرى المتاخمة لها، تبين أن سلطة رام الله كانت قد اتخذت إجراءات حصار مشددة على المدينة والمخيم قبل بدء الهجوم “الإسرائيلي”. حيث قامت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بإغلاق الطرق والمداخل الرئيسية لجنين، وشنت عملية عسكرية واسعة استهدفت كتيبة جنين بشكل مباشر، قبل أن تنسحب، بغطاء “اتفاق مصالحة مفخخ”، كان بمثابة التمهيد لبدء العدوان “الإسرائيلي” ضد مخيم جنين والمقاومة الفلسطينية فيه، حيث شهد المخيم خلال الأشهر السابقة تصاعد عمليات المقاومة ضد جنود الاحتلال دعمًا لغزة ومعركة “طوفان الأقصى”.
وتهدف سلطة رام الله من التعاون مع الاحتلال “الإسرائيلي” ضد شعبها في الحفاظ على بقائها السياسي والاقتصادي تحت ضغوطات الاحتلال. فالسلطة من خلال التنسيق الأمني والتعاون مع قوات الاحتلال، تحاول أن تقدم أوراق اعتماد للاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأميركية الجديدة، والمجتمع الدولي لتأمين الدعم المالي والسياسي والاقتصادي لها، ما يوفر لها فرصة للعودة الى غزة!
وترى السلطة في وجود المقاومة تهديدًا مباشراً لوجودها، وتعتبر التنسيق مع الاحتلال وسيلة لضمان استمرارها الذليل الخانع، شرطيا في الضفة لتوفير الأمن لجيش الاحتلال وقطعان المستوطنين، “من أجل حفنة من الشواكل”!..
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=82864