حسين الشيخ يقدم “قرابين الدم” لتنصيبه رئيساً خلفاً لـ”عباس”
رام الله – الشاهد| يواصل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ جولاته المكوكية في المنطقة، ويقدم “قرابين الدم” عله ينال قبولاً إقليمياً ودولياً ليكون الرئيس القادم خلفاً لمحمود عباس.
الشيخ والذي التقى بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الثلاثاء الماضي، في العاصمة الرياض، بوساطة سعودية ليسمع منه خططه فيما يسمى بـ”اليوم التالي” للحرب.
لينتقل بعدها إلى العاصمة المصرية القاهرة ويلتقي بوزير الخارجية المصري وعدد من المسؤولين المصريين في ذات الإطار.
قرابين الدم
موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، كشف عن إبلاغ السلطة الفلسطينية وعبر حسين الشيخ للولايات المتحدة بأنها مستعدة للاشتباك مع حركة حماس، إذا كان هذا هو الثمن اللازم للاستيلاء على السلطة في قطاع غزة، من خلال عرض تقديمي لمبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
وتتضمن خطة السلطة الفلسطينية أن يحكم قطاع غزة لجنة أغلبيتها من خارج القطاع، ويرأسها زياد أبو عمرو، أحد مستشاري عباس منذ فترة طويلة، وسيصبح الحاكم الفعلي لقطاع غزة، وسوف يتم تعيينه نائباً لمحمد مصطفى، ولكن سوف يتم منحه سلطات جديدة هائلة.
فيما قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير؛ إن الدعم الذي قدمته السلطة الفلسطينية لإدارة ترامب بأنها مستعدة للصراع مع حماس تم قمعه، وقال لموقع ميدل إيست آي؛ إن الأمر يبدو “وهميًا”، مضيفا أنهم سيحتاجون إلى دعم عسكري، وربما قوات من دول عربية أخرى أو مقاولين من القطاع الخاص.
وبحسب الموقع: “لقد أحرجت حماس الاحتلال والسلطة الفلسطينية بإظهار دعمها العلني لها في غزة وتنظيمها العسكري خلال عمليات تبادل الأسرى، التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، فقد تحركت وحدات حماس العسكرية بحرية في غزة، ونجحت في تأمين عمليات تبادل أسرى منظمة بشكل جيد أمام حشود فلسطينية مبتهجة، بينما كان هدف الحرب المعلن لإسرائيل هو القضاء على حماس”.
التزلف للإمارات
الشيخ والذي يعرف أن مسار الاعتراف به لا بد أن يمر عبر السعودية والإمارات كونهما الدولتان اللتان تمتلكان القرار الأبرز في الشأن الفلسطيني، حاول التزلف لحكام الإمارات عبر تقديم الشكر لهم.
وقال الشيخ في تغريدة على تويتر “نشكر دولة الإمارات الشقيقة على دعمها الذي أعلن مؤخرا لمستشفيات القدس والذي نعتبره دعما لصمود شعبنا الفلسطيني وثباته على أرضه”.
وقبل يومين، وجه الرئيس الإماراتي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتخصيص 25 مليون دولار لدعم مستشفى المقاصد في القدس الشرقية، لتوسعة نطاق خدماته الطبية للشعب الفلسطيني.
من هو حسين الشيخ؟
هو حسين شحادة محمد الشيخ وكنيته أبو جهاد من مواليد رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة يوم 14 ديسمبر/كانون الأول 1960.
ينحدر من عائلة تشتغل في التجارة نزحت خلال النكبة عام 1948 من قرية دير طريف قضاء الرملة، وهو أب لـ4 بنات وولدين.
اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 1978 في سن الـ17، وحكم عليه بالسجن 11 عاما بتهمة الانتماء إلى خلية سرية، وتزامن نيله الحرية مع الانتفاضة الأولى التي اندلعت شرارتها عام 1987.
استثمر فترة سجنه بتعلم اللغة العبرية التي أتقنها قراءة وكتابة ومحادثة، وهو ما سهل تواصله مع الاحتلال الإسرائيلي خلال التنسيق الأمني بين السلطة و”إسرائيل”.
المهام في حركة فتح
انضم حسين الشيخ إلى حركة فتح نهاية سبعينيات القرن الماضي، وبعد خروجه من السجن عام 1989 انتخب عضوا في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى، وعضوا في اللجنة الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية، ونائبا لرئيس اللجان السياسية بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، قبل أن يصبح أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية عام 1999.
أمر الرئيس الراحل ياسر عرفات باعتقاله عام 2003، بعد توزيع بيان موقع باسمه وباسم كتائب شهداء الأقصى يتضمن هجوما على عدد من قيادات السلطة الفلسطينية، وقررت اللجنة المركزية لفتح حينها تنحيته من منصبه (أمين سر مرجعية فتح في الضفة) ودعت إلى اعتقاله ومحاكمته.
بعد تولي عباس رئاسة فتح والسلطة الفلسطينية انتخب الشيخ لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 2008، ثم عضوا بلجنة الحوار الوطني في ملف المصالحة بين فتح وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام2017.
انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لفتح في يناير/كانون الثاني 2022، وفي مايو/أيار من السنة نفسها كلفه عباس بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة خلفا لصائب عريقات الذي توفي في نوفمبر 2020 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
المسار في السلطة الفلسطينية
بعد إنشاء السلطة الفلسطينية إثر اتفاق أوسلو في بداية التسعينيات من القرن الماضي عمل حسين الشيخ في أجهزة أمن السلطة برتبة عقيد من 1994 حتى 1997، ثم عمل في التنسيق الأمني بين السلطة و”إسرائيل”، مما أهله لتولي منصب وزير الهيئة العامة للشؤون المدنية ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا التي تعتبر حلقة الوصل الرسمية الفلسطينية مع الحكومة الإسرائيلية، منذ 2007.
يتولى بهذا المنصب مسؤولية كل ما يتعلق بالعلاقة مع “إسرائيل”، مثل إدارة أموال المقاصة ولم الشمل والتسهيلات الاقتصادية والتصاريح التي يحتاجها الفلسطينيون لدخول الكيان للعمل أو زيارات عائلية أو للحصول على الرعاية الطبية أو لاستيراد أو تصدير السلع أو للحصول على بطاقات الهوية.
ينظر إلى حسين الشيخ على أنه الذراع اليمنى لعباس وأحد المقربين منه، إذ يرافقه في كل جولاته الخارجية والمؤتمرات الإقليمية والدولية، كما يحضر إلى جانبه في اجتماعاته بمقر المقاطعة، وتصفه الصحافة الغربية والإسرائيلية بأنه الخليفة المحتمل لعباس.
أثار تعيينه من عباس في منصب أمين سر اللجنة التنفيذية عام 2022 جدلا في الأوساط الفلسطينية، وانتقد البعض تعيينه مباشرة دون الاحتكام إلى النظام الداخلي الذي ينص على انتخاب أمين السر في اجتماع اللجنة التنفيذية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=82981