
08:45 am 28 مايو 2022
بلدة حوارة.. الحكومة تبدد حلم المواطنين بمستشفى يعالج مصابي المواجهات مع الاحتلال

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي نتشهد فهي بلدة حوارة مواجهات مستمرة مع الاحتلال، يفتقد المواطنون هناك الى مستشفى مؤهل لتقديم العلاج لمصابي المواجهات مع الاحتلال، رغم عشرات المناشدات والرسائل التي بعثوها لوزارة الصحة بتطوير أحد المستشفيات التي تبرعوا من جيوبهم لإنشائها لكن الحكومة حولتها الى كلية طبية.
ولا يوجد ما يخدم البلدة سوى مركز كلية ابن سينا للطوارئ، حيث يخدم ما يقارب 25 هيئة ومجلس قروي في منطقة جنوب نابلس، رغم انه يفتقد للكثير من المرافق المهمة، بينا يطالب المواطنون بتوفير كسيارة اسعاف وفتح العيادات الخارجية للتسهيل على المرضى للمراجعة وتخفيف العناء عنهم، إضافة الى مطلبهم بتشغيل العمل في المركز بشكل يومي ومستمر.
ونظم أهالي حوارة وشبابها وقفة احتجاجية، قبل يومين، أمام مبنى ما يسمى بطوارئ حوارة وكلية ابن سينا للاحتجاج على سوء الخدمات الصحية في هذا المركز، وعبروا عن استيائهم الشديد من سوء الخدمات الصحية في هذا المركز والناجمة عن نقص المعدات والكوادر الطبية.
ويطالب المواطنون بتحويل هذا المبنى إلى مستشفى كامل يخدم الريف الجنوبي لمدينة نابلس، حيث أن بلدة حوارة والبلدات المجاورة لها من المناطق الساخنة وعلى خط المواجهة وتدور فيها المواجهات والاحتكاكات بشكل يومي مع قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال، فإن هذا يحتم على وزارة الصحة إبداء الاهتمام بهذه المنطقة وترك سياسة التهميش لمنطقة يزيد تعدادها السكاني عن ١٥٠ ألف نسمة (٢٥ تجمع سكاني).
وهدد المواطنون بإغلاق الطوارئ والكلية في حال تكرر التهميش خاصة وأن وزارة الصحة تنصلت من تنفيذ كل الوعودات والاتفاقيات بخصوص هذا المبنى، بينما دعوا بعضهم لاسترجاع هذا المبنى من وزارة الصحة فيما طالب أخرون وزارة الصحة (بأجرة سنوية) للبلدة طالما بأنه لم يتم تشغيل المبنى كما كان متفق عليه مع وزارة الصحة منذ البداية.
وعبر رئيس بلدية حوارة السابق ناصر جهاد الحواري، عن استغرابه لاستمرار تجاهل احتياج البلدة من الخدمات الصحية، وكتب رسالة نقلتها عنه صفحة بلدية حوارة وجاء فيها: "المستوطن محمي من جنود الاحتلال المدججين بأعتى انواع الاسلحة لتثبيت المستوطن وتشجيعه على الصمود في سلب الارض والسكن فيها وعدا عن ذلك المستوطن نفسه مدجج بالسلاح ويسمح له بقتل الفلسطيني الاعزل الذي يدافع عن وطنه فقط بصدره العاري".
وأضاف: "احنا كشعب فلسطيني حقنا على حكومتنا بأشياء كثيره، ولكن لا نطلب من هذه الحكومة لا سلاح ولا اي من مقومات الصمود سوى العلاج أضعف المطالب في ظل هذه الهجمة الشرسة من قبل قطعان المستوطنين وجنوده، أيعقل ان يترك أكثر من 25 تجمع سكاني جنوب مدينة نابلس بدون اي مركز علاجي يعالج الإصابات التي يسببها المحتل وقطعان مستوطنيه، نضع علامات استفهام على هذا الامر ؟؟؟؟؟؟؟".
بينما كتبت المواطنة ميسون صوالحة، مستاءة من تردي الخدمة الصحية، وعلقت بقولها: "انه شبه مركز طوارئ، مرتين اوصل بنات مصابات في ساحة المدرسة ونضطر نستعدي اولياء الامور لأنه لازم انوديهم على رفيديا او الوطني لان جهاز الاشعة مش شغال".
أما المواطن تثريب عودة، فأكدت على مطالب الأهالي بخصوص المركز الصحي، وعلقت بقولها: "معاهم حق المفروض البلدية توقف وقفة جادة بهالخصوص، الاهالي اتبرعوا ليكون الهم مكان قريب يلجاوا إله عند الحاجة مش على شان كل وزير صحة يعطي وعود مؤجلة وكلام بالهوى بيطير".
وكانت حكومات فتح المتعاقبة قد حولت مستشفى حوارة إلى كلية للطب على الرغم من تجهيز أهالي البلدة لذلك المستشفى من نفقاتهم الخاصة.
حكاية المستشفى بدأت نهاية العقد الماضي، إذ دفع غياب وجود مركزاً طبياً مجهزاً لأهالي بلدة حوارة جنوب نابلس والتي يصل تعداد سكانها إلى 150 ألف مواطن إلى تبرع الأهالي في البلدة وكذلك أبنائها المغتربين ما يقرب من 7 ملايين دولار من أجل بناء مستشفى يخدم البلدة.
وخلال فترة وجيزة استكمل الأهالي تجميع المبلغ المالي المطلوب لإنشاء المستشفى، ونجحوا في إقامته وتجهيزه بالمعدات الطبية، ولم يتبق سوى توفير حكومات فتح المتعاقبة لطاقم طبي يعمل ويدير المستشفى، بهدف إنقاذ أرواح مئات المواطنين الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة للتوجه لمستشفيات مدينة نابلس للعلاج.
المستشفى الذي أقيم على مساحة 5 آلاف متر تبرع بها أهالي البلدة لإقامة المستشفى، وضم 5 طوابق ليستوعب تخصصات عدة، لم تفلح كل محاولات وجهات وأهالي البلدة في الضغط على حكومات فتح المتعاقبة لتشغيله في السنوات الأخيرة.
حكومات ومسئولي فتح الذي ترددوا على المستشفى أثناء العمل به والانتهاء من تجهيزه اكتفوا فقط بأخذ الصور التذكارية، أو العمل على نسب ذلك المنجز إليهم، وفي النهاية فشلوا في توفير الطاقم الطبي وتشغيل المشفى وقاموا بتحويله لكلية للطب والمعروفة في البلدة باسم "كلية ابن سينا".