رمضان يمر ثقيلًا على 50 مغيبًا بسجون السلطة.. بلا حرمة أو مُحرم

رمضان يمر ثقيلًا على 50 مغيبًا بسجون السلطة.. بلا حرمة أو مُحرم

رام الله – الشاهد| “أشعر بالمرارة والغصة تملأ قلبي”، بهذه الكلمات بدأت والدة المعتقل السياسي لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية صهيب خالد حمدة الحديث عن أجواء شهر رمضان في العائلة عقب اختطاف نجلها منذ أكثر من 90 يومًا متواصلة.

ولم تكحل أم صهيب عينيها برؤيته منذ إقدام قوة من أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة على اختطافه بشكل همجي بتاريخ 30 نوفمبر 2024.

ورغم دخول شهر رمضان المبارك فإن عائلة حمدة ممنوعة من زيارة صهيب في سجن أريحا المركزي الذي يشتهر بالتعذيب الشديد لمعتقليه.

حزن وألم

حزن وألم كبيرين خيما على منزل عائلته في جنين، تقول أم صهيب بصوت متحجرج: “الابتسامة فارقت منزلنا منذ اعتقاله، وبات سحورنا و فطورنا روتينيًا، ولا نفكر إلا به، وهل هو بخير أم يتعرض للتعذيب”.

وتضيف: “مع دخول موعد السحور والإفطار، نرفع أيدينا ونبدأ بالدعاء على من اختطف ابني وزجه في السجن دون أي تهمة وندعو الله أن ينتقم من العملاء”.

وتشير إلى أن ابنها صهيب سبق واعتقلته أجهزة أمن السلطة مرات عدة بتهم كاذبة، ثم أفرج عنه لبرائته منها، لكن عادت لاختطافه مجددا والزج به بأسوأ سجونها.

ولم تحل حرمة شهر رمضان دون ممارسة أجهزة أمن السلطة هوايتها بالاعتقال السياسي، ما نغض على أجواء كان يفترض أن تكتمل حلقات العائلة حول مائدة الإفطار الرمضانية.

وتطالب أم صهيب السلطة الفلسطينية بمراعاة حرمة شهر رمضان بإطلاق سراح نجلها وجميع المعتقلين السياسيين من سجونها والكف عن الاعتقال السياسي.

ويقضي أكثر من 50 معتقلًا سياسيًا ليالي شهر رمضان في زنازين سجون السلطة الفلسطينية سيئة الصيت والسمعة، وفق لجنة أهالي المعتقلين السياسيين.

وينتاب أهاليهم مخاوف من تعرض أبنائهم المعتقلين في سجون السلطة لأبشع أنواع التعذيب، خاصة أن عددًا منهم لا يعرفون عن أبنائهم شيئًا لمنعهم حتى من زيارتهم.

رواية قاسية

“مؤلمة جدًا”.. هكذا حاولت سهى جبارة سرد تجربة اعتقالها السياسي السابق في سجون السلطة خاصة في شهر رمضان، لما لها من تأثيرات نفسية قاسية على المعتقل وذويه.

جبارة التي قضت قرابة 4 سنوات في أقبية سجون السلطة تحت التعذيب والمعاملة الوحشية توضح أن نفسية المعتقلين تزداد سوءً في شهر رمضان مع التعذيب النفسي والشبح.

وتبين أن الضغط والحرمان الذي يتعرض له المعتقل السياسي في شهر رمضان يختلف من شخص لآخر حسب ملفه.

وتؤكد جبارة التي تنشط بالدفاع عن المعتقلين السياسيين أنه لا حرمة لشهر رمضان بالنسبة للأجهزة الأمنية، فبدلاً من أن توقف اعتقال النشطاء فإنها ترفع حملاتها لملاحقتهم أكثر.

دور أمني وظيفي

الناشط السياسي عمر عساف يقول إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مستمرة في الاعتقال السياسي – المرفوض وغير المقبول وطنيا- قبل وأثناء وبعد شهر رمضان المبارك، دون مراعاة لحرمة الشهر الفضيل.

ويؤكد عساف في تصريح أن السلطة تنوي الإبقاء على دورها الوظيفي بمواصلة الاعتقالات السياسية ضد مخالفي نهجها، مبينا أن ذلك يخدم مشاريع وسياسات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.

ويشير إلى أن السلطة ومنذ سنوات قطعت على نفسها عهدا بتعميق التنسيق الأمني مع الاحتلال، وما نشاهده اليوم هو لمخرجاته التي تزيد من القمع والتنكيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ويصف عساف سلوك السلطة المستمر بالاعتقال السياسي بأنه “مخالف” و”متعارض” مع قيم الشعب الفلسطيني الوطنية والإنسانية والمحلية، وتعاليم الدين الإسلامي والشهر الفضيل.

ويطالب السلطة بوقف سياسة الاعتقال السياسي التي لا تجلب لشعبنا إلا مزيدًا من الاحتقان، داعيًا إياها للكف عن هذا النهج الذي يدمر النسيج المجتمعي.

إغلاق