لا علاج ولا خدمات.. سفارة السلطة بالقاهرة تتخلى تماماً عن جرحى غزة
رام الله – الشاهد| في الوقت الذي تخلت فيه السلطة عن سكان قطاع غزة وهم يواجهون آلة الموت الإسرائيلية، تكمل سفارات السلطة حلقات التآمر على الغزيين عبر إهمالها للجرحى الذين توجهوا لمصر لتلقي العلاج.
وتصاعدت حالة الغضب على السفارة وسفيرها دياب اللوح بسبب حالة التقصير التي تبديها السفارة والعاملين فيها تجاه الفلسطينيين الذين خرجوا من غزة هرباً من الحرب أو الجرحى الذي خرجوا للعلاج في المستشفيات المصرية.
وضجت حسابات منصات التواصل الاجتماعي ومنشورات تكشف تفاصيل المعاناة التي يكتبها الجرحى وهم يتسولون علاجا لآلامهم بعد أن تركتهم سفارة السلطة يواجهون مصيرهم لوحدهم.
واشتكى الجرحى من غياب متابعة السفارة لهم، فغالباً ما يتم وضع الجريح في مستشفيات صغيرة لا توجد لديها القدرة على توفير العلاج لهم، فضلاً عن وضعهم في أماكن نائية دون توفير اي مقومات لهم.
وكتبت الناشطة ديمة خيال، تطالب بتفعيل قضية معاناة الجرحى وتخلي السفارة عنهم، ودونت منشوراً جاء فيه: “بتمنى من كل صحفي حر موجود في قطاع غزه او الصحفيين يلي موجودين في مصر.. احكو عن معاناه المرضى والجرحى يلي في مستشفيات مصر”.
وأضافت: “كل ساعة بتوصلني مناشدات من داخل المستشفيات مرضى سرطان بحتاجو كيماوي بعطوهم اكمول ؟؟؟؟ مرضی قلب بعملولهم مغادرة ونقل على مساكن التضامن وهنا وضعهم صعب ياريت صوت المرضى يوصل ويكون في حل”.
أما المواطنة ريتا أبو سيدو، فأكدت أن السفارة تخلت تماماً عن الجرحى، وعلقت بقولها: “إهمال السفارة الفلسطينية للمرضى الفلسطينيين في مصر حقيقة لا يمكن إخفاؤها.. السفارة الفلسطينية في مصر نقطة اتصال للمواطنين الفلسطينيين الذي يواجهون مختلف الظروف في بلاد الغربة وخصوصًا المرضى الذين يعانون من حالات صحية تستدعي العناية الطبية”.
وأضافت: “لكن الواقع يكشف عن صورة مغايرة تمامًا، حيث أن هناك تهميشا واضحًا وتقصيرًا متكررا في التعامل مع قضايا المرضى الفلسطينيين”.
واكملت بالقول: “لقد أصبح واضحًا أن السفارة لا توفر الدعم الكافي للمرضى الذين يحتاجون إلى مساعدة في إجراء الفحوصات الطبية أو حتى ترتيب العلاج في المستشفيات”.
وأردفت: “يواجه المرضى الفلسطينيون في مصر العديد من العراقيل، بدءًا من التأخير في الحصول على المساعدات الطبية، وصولًا إلى نقص الدعم المالي والتنسيق بين السفارة والمستشفيات هذا الإهمال لا يقتصر على الإجراءات الروتينية فقط، بل يمتد إلى تجاهل احتياجات المرضى العاجلة، وهو ما يضع حياة الكثيرين منهم في خطر”.
وقالت إن “الظروف التي يواجهها الفلسطينيون في الخارج، وخاصة في مجال الرعاية الصحية، تتطلب من السفارة اتخاذ خطوات جادة وفعّالة… من المؤسف أن ما يُقدم من دعم لا يرقى إلى مستوى المعاناة التي يعيشها المرضى الفلسطينيون الذين قد يجدون أنفسهم في مواجهة مصيرهم بمفردهم دون أن تجدهم السفارة هناك لإعانتهم”.
واضافت: “نحن لا نتحدث هنا عن عجز مادي أو تقني، بل عن غياب الفعالية في تقديم الخدمات والإدارة الضعيفة التي لا تُعير اهتمامًا لمشاكل المواطن الفلسطيني في مصر.. وفي وقت تتزايد فيه الحاجة إلى الدعم والمساعدة يجب أن تتحمل السفارة مسؤولياتها بشكل أكبر، وأن تعمل على تحسين خدماتها وتوفير رعاية صحية لائقة لمواطنيها”.
وأكملت: “إننا لا ننتقد من باب التشهير بل نطالب بتغيير حقيقي وملموس، لأن حياة الإنسان الفلسطيني، سواء في مصر أو في أي مكان آخر، تستحق منا الاهتمام والرعاية.. لذا، نتوجه بالنداء إلى المسؤولين في السفارة الفلسطينية: أنتم في موقع يمكنكم من تغيير الواقع فلا تدعوا إهمالكم يُلحق الضرر بمواطنيكم، ولا تتركوا المرضى الفلسطينيين يكافحون في صمت”.
أما الناشطة صابرين عمر منصور، فعرضت تفاصيل معاناتها الشخصية في مصر، وكتب منشوراً جاء فيه : ” أنا تعبت تخيل معي ينقلوك من مستشفى الى مساكن العبور التابعة لتضامن ، ويحشروك وانت وعشر أشخاص معك الطابق الخامس، ووضعك الصحي لا يسمح بطلوع الدرج ،وفش فيها أصانسير، ولا موائمة لحالات البتر ، وبكل بساطة ممكن يحكولك ضلك بشارع”.
وأضافت : “احنا هان بنموت بس تخيل معي ثلاث عائلات بتستنا دورك في الحمام ، ودورك في الطبخ ، ودورك بكل اشي على الظروف صعبة كثير ، والضغط النفسي أثر صحتي ، أنا فعلا تعبانا الله لا يسامح ولا حدا كان سبب بضياعنا”.
وهذه ليست الحادثة الوحيدة التي تهمل فيها السفارة واجبها تجاه الجالية الفلسطينية وخاصة القادمين من قطاع غزة.
وأكد العديد من الجرحى ومرافقيهم أن السفارة قامت بطرد بعض الجرحى من المستشفيات تحت ذريعة انتهاء فترة العلاج، فيما مارست التضييقات على العائدين إلى غزة قبل إغلاق المعبر من قبل الاحتلال من خلال منعهم حمل أكثر من شنطة واحدة للأسرة.
وكشف الجرحى أن مندوب من السفارة قام بالقدوم إلى مستشفى الشيخ زياد التخصصي، وطرد 25 مصاباً ومريضاً بأمراض السرطان والكلي، وأخبرهم أن أمامهم ساعة واحدة للخروج من المستشفى بسبب عدم وجود غطاء مالي لعلاجهم.
وحسب المصادر، فإن المندوب قال للمرضى إن أمامهم خيارين إما العودة إلى قطاع غزة أو البقاء في القاهرة مع تحمل نفقات إقامتهم.
وطالب الكاتب صلاح موسى في مقال له وزارة الخارجية والسفارة الفلسطينية بأخذ دورهم بالتواصل مع وزارة الخارجية المصرية لمنح المرضى والفلسطينيين من غزة إقامات سنوية مؤقته تجدد عند اللزوم.
وأشار إلى أن حصولهم على الاقامات المؤقتة تمكنهم من الاستفادة من جملة من الحقوق كالحق في الالتحاق بالمدارس والجامعات سواء الخاصة أو العامة ، والاستفادة من الخدمات الصحية وغيرها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84827