تنفيذية المنظمة تعطل اجتماعها حول القدس بأمر أمريكي

تنفيذية المنظمة تعطل اجتماعها حول القدس بأمر أمريكي

رام الله – الشاهد| قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أذعنت لطلب أمريكي بتعطيل اجتماع كان من المفترض أن يبحث في سبل الرد على عدوان الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس.

 

وقالت الجبهة في بيان صحفي، اليوم الاثنين، إن المعلومات التي كشفت عنها وسائل إعلام عدّة، ومن بينها صحيفة "الشروق" المصرية ذات الصلة الوثيقة مع الأطراف الفلسطينية، أن الطلب الأميركي وصل لقيادة السلطة من أجل خدمة حكومة نفتالي بينيت، وحتى لا تتعطل التحضيرات للزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي جو بايدن للمنطقة.

 

ودعت الجبهة إلى تحرير هيئات منظمة التحرير وقرارات مؤسساتها من الضغط الأميركي، ووقف الرهان على وعود واشنطن، ووقف التلويح بقرارات المجلسين الوطني والمركزي للمقايضة عليها، فهي قرارات اتخذت لتنفذ لا لتكون مادة للمقايضة في العلاقة مع إسرائيل وواشنطن.

 

وشددت على ضرورة إعادة الاعتبار للجنة التنفيذية للمنظمة، التي تحولت إلى ما يشبه الجثة الهامدة، في الوقت الذي تتصاعد فيه أعمال القمع الدموي الإسرائيلي والتعدي على المقدسات في مدينة القدس.

 

وبشأن تفاصيل تأجيل الاجتماع، أشارت الجبهة الى أنه تم توجيه دعوة لعقد اجتماع قيادي فلسطيني في رام الله، ثم أُلغيت في اللحظة الأخيرة بناءً على طلب من واشنطن، خاصة وأن جدول أعمال الاجتماع كان يتضمن إعادة النظر بالعلاقة مع إسرائيل، بما في ذلك سحب الاعتراف (أو تعليقه) بها، ووقف التنسيق الأمني.

 

وذكرت الجبهة أن الإدارة الأمريكية سعت من خلال هذا التأجيل الى حماية حكومة نفتالي بينيت الهشة، وتخوفا من أن أية ضغوط عليها يمكن أن تؤدي إلى انهيارها، لذلك فضلت واشنطن التريث وعدم الرد على إسرائيل بتصعيد سياسي فلسطيني.

 

وأفادت الجبهة أن واشنطن أبلغت السلطة بأن أي موقف فلسطيني قد يطال العلاقة مع إسرائيل، سيكون له معانٍ عدّة، في ظل التحضير للزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي بايدن إلى المنطقة.

 

وأوضحت الجبهة أن إدارة بايدن قدمت للسلطة "جائزة ترضية" بديلاً عن عدم فتح القنصلية الأميركية في القدس، بتعيين هادي عمرو مبعوثاً دائماً للرئيس بايدن، لكن واشنطن تراجعت عن لأن البيت الأبيض لا يملك "الوقت الكافي" في الوقت الراهن للانشغال بالقضية الفلسطينية.

 

وبينت الجبهة أن الإدارة الأمريكية تراجعت لاحقا عن هذه الفكرة واكتفت بتشكيل وحدة داخل السفارة الأميركية في القدس المحتلة، تكون معنية بالعلاقة مع السلطة، وتكون صلتها مباشرة مع الخارجية الأميركية والبيت الأبيض في الوقت نفسه.

 

متاجرة بالقدس

وكان الناشط والمعارض السياسي فايز سويطي، أكد أنّ هناك وجه شبه كبير بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي وبين السلطة، مبينًا أن كلاهما يتاجران في قضية القدس.

 

كما أكد السويطي خلال منشورٍ له عبر فيس بوك أن هناك تشابهًا بين الاحتلال والسلطة يكمنُ في هشاشتهما وقربِ انهيارِهما،، كما أنّ كلاهما يعتمدُ على الآخر من أجلِ البقاءِ.

 

وكان "السويطي" قد ندد بتقاعس السلطة إزاء قضايا القدسِ وخذلانِ أهلها عقب الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية في المسجد الأقصى المبارك.

 

وتساءل السويطي "أين جماعة السلطة ومنظمة التحرير مع أن كل مؤسساتهم غير شرعية.. ألم يخطر ببالهم ولو من باب رفع العتب الدعوة لاجتماعٍ طارئٍ للمجلس الوطني أو المركزي أو اللجنة التنفيذية تضامنًا مع القدسِ".

 

غياب السلطة

وأثارت تصريحات سابقة رئيس الحكومة محمد اشتية حول ما يحدث في القدس الأقصى، غضب النشطاء المواطنين، الذين تسائلوا عن سبب غياب دور السلطة على الأرض واكتفاءها ببيع الشعارات والكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

وكان اشتية قد صرح بأن مسيرة الأعلام لن تغير من معالم القدس أو عروبة ساحاتها، وشوارعها، وأزقتها ذات الهوية العربية والإسلامية والمسيحية.

 

وصب المواطنون جام غضبهم على السلطة والحكومة، واتهموها بانها جزء من المعاناة التي تتكبدها المدينة المقدسة، ولا سيما بسبب التنسيق الأمني الذي يخدم الاحتلال، فضلا عن ارتباط قادة السلطة بعلاقات مباشرة مع قادة الاحتلال لم يقوموا باستغلالها لوقف العدوان على القدس والاقصى.

إغلاق