مفاوضات إدارة ترمب مع حماس تثير غضب السلطة وفتح.. لماذا؟
رام الله – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي إن الأنباء عن محادثات مباشرة بين إدارة دونالد ترمب وقيادة حركة حماس، كانووقعًها سيئًا على رؤوس كثيرين في المنطقة، تحديدا في “تل أبيب” ورام الله، ولكل منهما أسبابه الخاصة، تتفق حينًا وتفترق أحيانًا.
وأوضح الرنتاوي في مقال أن السلطة في رام الله أعطت أذنًا من طين، وأخرى من عجين، لكل نداءات المصالحة والوحدة والتوافق والتفاهم، مستمسكة بخاتم “الممثل الشرعي الوحيد.
وبين أن رام الله التي قطعت أشواطًا على طريق التكيف مع مخرجات الحل الأميركي–الإسرائيلي، وبذلت أقصى ما بوسعها للبرهنة على “اعتدالها” و”أهليتها” للمضي قدمًا مع تل أبيب وواشنطن، تجد فجأة أنها بوضع لا تحسد عليه، وأن أعين واشنطن تنصرف صوب غريمتها ومنافستها.
وأشار الرنتاوي إلى أن هذا أمرٌ جلل، وربما لم يحدث من قبل لكل من نازع “القيادة المتنفذة” على التمثيل والأحقية، زمن الانشقاقات والانقسامات الفلسطينية المتعاقبة، ففي أحسن الأحوال، كان خصوم فتح يحظون بدعم من دمشق أو بغداد وطرابلس الغرب، مع قنوات اتصال محدودة مع موسكو وبكين. هذه المرّة، نحن نتحدث عن واشنطن، وتلكم حكاية أخرى.
ورأى أن خلفية القرار الأميركي هو أن ترمب الذي قيل في وصفه إنه يحب التعامل مع “الأقوياء” وإبرام الصفقات معهم دون سواهم، نظر إلى الوضع الفلسطيني، فرأى سلطة في رام الله، في حالة “موت سريري”، ضربتها الشيخوخة والفساد والترهل في مقتل. لا حول لها ولا طول، في كل ما يتصل بغزة والحرب عليها، فقرر التعامل مع القوة التي ما زالت برغم حرب الأشهر الـ15، ممسكة بزمام الأرض وما فوقها وما تحتها، وتحتجز “الأسرى”، وبيدها قرار الإفراج عنهم أو الإبقاء عليهم في مخابئهم.
ولفت إلى أن حماس يهمها أن تكون “عنوانًا ثانيًا” للشعب الفلسطيني، بعد أن سُدّت سبل اندماجها في العنوان الأول، المنظمة والسلطة، بسبب اشتراطات محمود عباس للحوار والمصالحة، والتي هي إعادة إنتاج للشروط الإسرائيلية بكليّتها، والتي لم يعد أحدٌ في العالم يطالب حماس بها.
وبين الكاتب أنه تستحق حماس، أن يُعترف بها “واقعيًا”، حتى وإن لم يرقَ الأمر إلى مستوى الاعتراف الرسمي، وممن؟ من الدولة العظمى. هذا إنجاز سياسي، يسجل في رصيدها، وسيفتح أبوابًا أخرى، صوب عواصم أخرى في الإقليم العربي والساحة الدولية كذلك..
وأكد أن السلطة والمنظمة خاضتا واحدة من أبشع فصول التفاوض مع إسرائيل وأقلها كفاءة ومهنية والتزامًا، منذ أوسلو وحتى يومنا هذا.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84950