عمر عساف: الاحتلال يريد حسين الشيخ لتعزيز التنسيق الأمني كما فعل عباس

عمر عساف: الاحتلال يريد حسين الشيخ لتعزيز التنسيق الأمني كما فعل عباس

رام الله – الشاهد| أكد الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف، أن الاحتلال وجد في حسين الشيخ الشخصية التي يريدها لخلافة رئيس السلطة محمود عباس، بحث يكون مطواعا ويكمل نهج عباس من ناحية العلاقة مع الاحتلال والتنسيق الأمني.

 

وأشار الى أن تولي عباس لمنصب رئيس السلطة جاء لأن ليس له ماضٍ نضالي بمفهوم المقاومة، وكما يقولون: إنه "لم يحمل مسدسًا في حياته"، وموقفه معروف بمعاداة المقاومة، ومع ذلك يتبوّأ الموقع الأول في فتح ومنظمة التحرير.

 

وقال عساف إن الدور المقاوم والاعتقال ليسا معيار التقدم في مواقع القيادة بالنسبة للسلطة، وأضاف: "إن شخصًا مثل تيسير أبو سنينة بطل عملية "الدبويا" وسط الخليل وهو أسير محرر ورئيس بلدية الخليل المنتخب فُصِل من حركة فتح قبل أسابيع، أمّا الشيخ فقد اعتُقل مع مجموعة لحركة فتح أواخر الثمانينيات دون أن يكون له دور مميز أو فاعل داخل السجون".

 

 وذكر أنه عند خروج الشيخ من السجن لم يتبوّأ مواقع متقدمة داخل حركة فتح حتى تشكيل السلطة، حيث حاولت بعض أوساط الحركة تقديمه وتنصيبه على رأس لجنة منافسة لقيادة مروان البرغوثي الذي أخذ نجمه يتقدم داخل الحركة، وفي مرحلة ما نشرت الصحف أنّ عرفات أمر باعتقاله.

 

وأشار الى الشيخ عمل مساعدّا في البداية بوزارة الشؤون المدنية للوزير السابق الراحل جميل الطريفي فعزّزت حساسية الموقع مكانته داخل السلطة وحركة فتح، كما تناقلت بعض وسائل الإعلام أنه الشخص الذي قدم تسجيلًا صوتيًّا لعباس يتضمّن صوت محمد دحلان وهو يتهجّم عليه وعلى أبنائه، فاشتعل الخلاف بينهما وأدى لطرد دحلان من الحركة.

 

وأعرب عساف عن اعتقاده بأنه رغم تقديم عباس الشيخ على غيره من القيادات، فإنّ فرص الشيخ بالرئاسة شبه معدومة، إذ هناك تحالفات داخلية في حركة فتح قد تتآلف ضد تعيينه، وقد يُعاد طرح الأسير مروان البرغوثي شخصية الخلاص للحركة.

 

وأثارت الأنباء المتداولة عن تولي حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لبعض مهام رئاسة السلطة بسبب الوضع الصحي لمحمود عباس إلى التساؤل ما هي أهم إنجازات الشيخ التي أهلته لإزاحة قيادات تاريخية في حركة فتح والتقدم ليكون خليفة عباس؟.

 

فالشارع الفلسطيني لم يستذكر للشيخ سوى العديد من ملفات الفساد التي تورط بها الشيخ على مدار سنوات والتي كان آخرها فضيحة صفقة اللقاحات الفاسدة عام 2021، بالإضافة لمساومته عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي لثنيه عن الترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية.

 

السيرة الذاتية

ولد حسين الشيخ في مدينة رام الله عام 1960، انضم لحركة فتح نهاية سبعينات القرن الماضي، ولم يبرز اسمه كثيراً كشخصية مؤثر في الحركة أو النضال الفلسطيني آنذاك، وفجأة ذاع صيته بعد اتفاق أوسلو وتعيينه كعقيد في أجهزة السلطة.

 

سنوات قليلة من ذلك التعيين حتى أهلته علاقاته مع الاحتلال تحت ستار التنسيق الأمني لتولي منصب رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا (CAC) التي تعتبر صلة الوصل بين السلطة وحكومة الاحتلال وأجهزتها الأمنية.

 

الذراع الأيمن لرئيس السلطة محمود عباس إذ يرافق عباس في كل جولاته الخارجية وكذلك اجتماعاته بمقر المقاطعة، ويعد من أكثر الشخصيات الفتحاوية التي تهاجم الفصائل الفلسطينية وتقف حجر عثرة أمام المصالحة الداخلية.

 

في إطار تأهيله لخلافة عباس حاز الشيخ على دعم إسرائيلي وإقليمي وهو الأمر الذي دفع بعباس لتعيينه عضواً في منظمة التحرير، وبالأمس أميناً لسر اللجنة التنفيذية للمنظمة على الرغم من المعارضة الشديدة له.

 

تعيينٌ مخالفٌ للقوانين

وأصدر رئيس السلطة محمود عباس مرسومًا في الخامس والعشرين من مايو الماضي، يقضى بتعيين "الشيخ" أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ضاربةً بكل الأعراف والقوانين عرض الحائط.

وكانت صحيفة "القدس العربي" قد كشفت ف يوقت سابق، أن هناك ترتيباتٍ لمرحلةِ ما بعد رئيس السلطة، تقضي بتثبيت اسم "الشيخ" كخليفة معتمد، متخوفين من حالة الصراع التي ستشهدها المنطقة بعد وفاة "عباس".

 

وأثارت تلك العملية العديد من التساؤلات المشروعة في تلك الأوساط لماذا الشيخ؟، لا سيما وأن تعيينه في تلك المناصب يتم بقرارات ومراسيم من رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس وليس بالانتخاب كما جرت العادة في مناصب منظمة التحرير.

إغلاق