ماذا جنت فتح من كل تنازلاتها وخدماتها الأمنية لإسرائيل بالضفة؟
غزة – الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن فكرة مهاجمة مواقف حركة حماس البطولية وتحميلها المسؤولية عما يجري من دمار لأهل قطاع غزة، خطوة استباقية تغطي على القصور والعجز والخذلان الذي تميزت به قيادة منظمة التحرير تجاه أهل الضفة الغربية قبل أهل غزة.
وأوضح أبو شمالة في مقال أن السلطة ومن خلفها مجمل القيادات العربية عجزت عن تقديم شربة ماء لأهل غزة المحاصرين بالجوع والجور لأكثر من 17 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية.
وبين أن منطق التنازل لإسرائيل، والخضوع لمطالبها عرفه العرب والفلسطينيون في أكثر من ساحة، وخبروه، وكان يفترض بالقيادات الفلسطينية والعربية أن تكون قد اكتشف أن أعداءنا الإسرائيليين لا يكتفون بأصبع اليد إن مددته لهم طائعاً.
وذكر الكاتب أن الاحتلال الإسرائيلي سيطالب بأخذ كف اليد كاملة، وإن أعطيتهم كف يدك، فإنهم سيطالبون بأخذ الذراع كاملة، وإن أعطيتهم ذراعك، فلن يكتفوا، سيطالبون بقطع رقبتك، وجز رأسك، والتلذذ بمضغك تحت أنيابهم، بعد بتصفيتك، واقتلاعك عن وجه الأرض.
وأشار إلى أن مشروع التنازل والمداراة والمهادنة والتحايل على الواقع تجربة مريرة مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهي التي تمارس التنسيق والتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية على مدار الساعة، وقدمت التنازلات السياسية قبل الأمنية، وقدمت الخدمة المجانية للاحتلال.
وبين أبو شمالة إلى أمه ومع كل هذا التنازل، لم يتم تحرير شبرٍ من أرض فلسطين، أو رفع حاجز إسرائيلي واحد من ألف حاجز يفصل بين مدن الضفة الغربية، ولم يطرد مستوطن إسرائيلي واحد من الضفة الغربية، أو تصفية أي مستوطنة بل تنامت وكبرت وزادت مع وجود السلطة الفلسطينية.
وأكد أن مبدأ التنازل طمعاً في شفقة ورحمة الإسرائيليين جربه العرب في مصر والأردن، بعد أن اكتشفوا أن التنازل للعدو، وتوقيع الاتفاقيات معه لم تعط للشعبين الأردني والمصري أي امتيازات، ولم ترفع عصا الفقر والجوع عن ظهر الشعبين، ولم تسمح لهما لا بالازدهار ولا بالتقدم، ولا بمحاربة الفقر، ولا بتوفير فرص عمل، بل ظل الشعب الأردني يتوسل شربة الماء من الإسرائيليين، وظل الشعب المصري ينتظر قطرات الغاز من الإسرائيليين، دون القدرة على إعمار سيناء، أو الاستفادة من مواردها.
وشدد على أن “العدو الإسرائيلي بطبعه لا يحترم الضعفاء، وتكوين أعدائنا النفسي لا يشفق على المساكين الطيبين، فهو لا يفهم إلا لغة القوة، والتحدي، والندية، ويحترم من يجبره على التعامل معه بندية، ويجبره على احترامه غصباً، وليس تذللاً”
وقال إن الأيام القادمة ستثبت أن تشدد حركة حماس في مواقفها من صفقة تبادل الأسرى له ثمرة طيبة الرائحة، زكية المذاق، تسر الناظرين وهي تبشر بالحرية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=85368