ترويج دعاية الاحتلال

ترويج دعاية الاحتلال

رام الله – الشاهد| كتب عدي جعار: يروّج الاحتلال دومًا في حروبه إلى أن المشكلة تتعلق “بالحزب الفلاني” أو “بالقيادات الفلانية” ويصور للناس أن الخلاص من هذا الحزب أو استسلامه أو استسلام قياداته يعني الخلاص وانتهاء شلال الدماء.

جرب الاحتلال هذه الطريقة مع منظمة التحرير في بيروت ونجح في خداع منظمة التحرير التي خرجت من بيروت تحت بند حماية المدنيين .. وبعد أسبوعين من هذا الخروج حدثت أحد أبشع المجازر في التاريخ الفلسطيني وهي مجزرة صبرا وشاتيلا.

يروج الاحتلال للناس في الضفة منذ سنوات أن المشكلة متعلقة فقط بمجموعة من الشباب في مخيم جنين وطولكرم ونور شمس وطوباس وقلقيلية ومخيمات نابلس وبلدتها القديمة وأن الدمار الذي يطال هذه المناطق هو بسبب هؤلاء المقاومين.

لكن على أرض الواقع ما الذي يحدث؟

الذي يحدث على أرض الواقع أن حجم الأراضي المصادرة لصالح الاستيطان من أراضي الضفة الغربية في الخليل ورام الله وسلفيت أضعاف الذي يصادره الاحتلال من أراضي جنين وطولكرم .. وأن حجم هدم المنازل “بالتقسيط” في قرى رام الله والخليل والقدس لا تقل حجم جريمتها عن “هدم المنازل بالجملة” في جنين وطولكرم .. وأن مخيمات طولكرم وجنين ونور شمس بشكل فعلي وفي هذه الأثناء لا يوجد بها مقاومة منذ أكثر من شهر فماذا يفعل بها الاحتلال ؟.

جرب الاحتلال هذه الطريقة في هذه الحرب مع لبنان وأُجبر الحزب ولبنان على توقيع اتفاق هزيل طمعًا بتوقف النزيف فما كان من الاحتلال إلا أن استمر في احتلال الأراضي اللبنانية وما زال إلى اليوم يقصف ما يريده في لبنان ويغتال قيادات حزب الله والنتيجة أن الأراضي اللبنانية ما زالت محتلة والدم ما زال ينزف والقصف لم يتوقف.

ذات الأمر يحاول الاحتلال منذ 17 شهرًا توريط المقاومة الفلسطينية فيه عبر إيهام الشعب الفلسطيني بشكل عام والشعب في غزة بشكل خاص أن تسليم الأسرى وتسليم القيادات وقتلها هو نهاية مطاف هذه الآلام.

إلا إنهم حتى اللحظة لم ينجحوا في كي وعي الشعب الجمعي حول هذه المعادلة بسبب ثبات المقاومة وقادتها التي تقدم أهلها وأبنائها وبيوتها في مقدمة التضحيات في صفوف المدنيين، وبسبب وعي حاضنة المقاومة الفلسطينية في ظل التجربة المشاهدة أمامهم في لبنان والضفة.

وعلى هذا لا يوجد عاقل متفتح على التجارب القديمة والحديثة، القريبة والبعيدة، يمكن أن يطلب من المقاومة تسليم الأسرى والسلاح والقادة بناء على وعود الاحتلال بالخلاص والرخاء.

إغلاق