تنفذها فتح في غزة.. “إسرائيل” ترقب خطة إسقاط المقاومة “على أحر من الجمر”

تنفذها فتح في غزة.. “إسرائيل” ترقب خطة إسقاط المقاومة “على أحر من الجمر”

غزة – الشاهد| منذ الفشل الذريع الذي مني به جيش الاحتلال على يد حركة حماس بهجوم 7 أكتوبر 2023، وعدم تحقيقه أي من أهداف حرب إبادة شنها على قطاع غزة رغم تحويله لحطام وتدفيع كل من يقطن فيه كُلفة تتجاوز حدود التوقع يقف على قدم وساق لتركيع المقاومة التي أذلته على مرأى العالم.

والتقطت “إسرائيل” مشهد نجاح حركة فتح في خطة معدة مسبقا لاستغلال مسيرة شعبية تطالب بوقف الحرب على غزة بإدخال عناصرها وترديد هتافات مناوئة للمقاومة وحركة حماس وتقف على قدم وساق آملا في نجاح آخر محاولاتهم.

يذكر أن “إسرائيل” لجأت إلى كل الطرق لإسقاط المقاومة وإيجاد بدائل عن حكم حماس في غزة لكنها فشلت بفعل الصمود الاسطوري للحاضنة الشعبية التي كانت سدا منيعا ضدها وأفشلتها.

وأفردت وسائل الإعلام الإسراىيلية مساحة واسعة لاستغلال فتح تظاهرات في بيت لاهيا؛ مؤكدين أنها الخيار الوحيد لاسقاط حركة حماس وعودة الأسرى الإسرائيليين دون أي ثمن.

فقد كتبت صفحة يوسي يهوشع العبرية أن التظاهرات في غزة ضد حماس والتي بدأت أمس استؤنفت اليوم، مشيرة إلى أن هذا الاستمرار مهم.

ويخصص الكاتب إيدي كوهين مساحة واسعة للهجوم على حماس والدعوة للانقلاب عليها ونشر أماكن للتظاهر ضدها.

كما كشفت صحيفة “معاريف” العبرية عن أن الجيش الإسرائيلي أرسل رسائل على هواتف آلاف المواطنين في غزة للتحريض ضد المقاومة.

ووفق متابعة “الشاهد” فإن الرسائل تطالب مواطني غزة بالمشاركة في المسيرات التي تنظمها فتح للمطالبة بإسقاط المقاومة في غزة.

على قدم وساق

يتزامن ذلك مع دعوات مكثفة من أعلى الهرم السياسي والعسكري في “إسرائيل” للمشاركة في تظاهرات اسقاط المقاومة وطرد حركة حماس وتسليم الأسرى الإسرائيليين مجانا.

فقد دعا وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أهالي قطاع غزة-يتعرضون لحرب إبادة جماعية إسرائيلية منذ عام ونصف وراح ضحيتها- 200 الف شهيد وجريح- للتظاهر للمطالبة بطرد حركة حماس.

وقال كاتس تعقيبًا على استغلال عناصر فتح وموظفي السلطة الفلسطينية لمسيرة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وترديدهم هتافات مناوئة للمقاومة: “تعلموا من سكان بيت لاهيا”.

وحث على المطالبة بما وصفه “طرد حركة حماس من غزة والإفراج الفوري عن جميع الأسرى الإسرائيليين”.

وختم: “هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف الحرب وإلا سننفذ خططا عملياتية لاحتلال مناطق إضافية بقطاع غزة”.

خطة مشتركة

وكانت تظاهرة خرجت شمال قطاع غزة للمطالبة بإنهاء الحرب، واستغلتها حركة فتح لتوجيه المشاركين فيها لشتم المقاومة، أثارت حالة إعجاب لدى رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقال نتنياهو أمام الكنيست: “رأينا مظاهرات كبيرة وعلنية ضد حكم حماس في قطاع غزة وهذا تطوّر إيجابي”.

مطالب الجماهير والتي أنهكتها الحرب وعمليات النزوح وجاءت بعضها محقاً إلا أن فتح وكعادتها حاولت استغلال الأمر وركوب الموجة، وتوجيه الجماهير باتجاهات تخدم الاحتلال وأجنداتها اللاوطنية.

وأدى ذلك إلى انسحاب الكثير من المواطنين الذين كانوا يشاركون في تلك التظاهرات، بعد أن رأوا ما تقوم به حركة فتح وعناصر من جهاز المخابرات التابعة لماجد فرج.

فلم يكن عابرا أن يدخل بعض عناصر جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ماجد فرج إلى مسيرة عفوية تطالب بإنهاء الحرب على غزة وقتل المدنيين الأبرياء دون أي ذنب.

هذه المحاولة كان قد خطط لها جيدًا ودبرت بليل بين رئيس جهاز المخابرات العامة ماحد فرج مع الجيش الإسرائيلي لاستغلالها بعد تحريض دام لأسابيع منهما.

وسرعان ما انطلقت المسيرة حتى بانت حقيقة الخطة بدعوة كل من المتحدث بلسان جيش الاحتلال أفيخاي ادرعي والكاتب الإسرائيلي إيدي كوهين مع إعلام السلطة وعملاء هاربون من غزة بالضخ الكبير لصالحها.

وفتحت قنوات السلطة ومنصات حركة فتح مع مجموعة المتسكعين في شوارع لندن وبرلين وبدأت باستضافة شخصيات تناهض المقاومة للتحريض عليها.

ويقول مراقبون إن هذا الحراك يمهد لمزيد من الدم المسفوك على يد الاحتلال لاعتبار أنّ مجرد المحاولة يمكن أن تفضي مع مزيد ضغط عسكري لتحقيق الرؤية الإسرائيلية بنزع السلاح وتهجير الغزيين.

إغلاق