بين افتتاح المول وقصف المعمداني.. كيف انفصلت رام الله عن غزة

رام الله – الشاهد| بموسيقى مرتفعة وابتسامات عريضة، وتبختر في المشي كأنها الطاووس، افتتحت محافظ رام الله ليلى غنام مركزاً تجارياً وسط رام الله، في ذات الوقت الذي كانت فيه غزة تستقبل حمم الصواريخ الساقطة على رؤوس المدنيين ويترنح مستشفى المعمداني تحت وطأة الغارات العنيفة.
ولولا أن حقيقة الجغرافيا والتاريخ تربط غزة مع رام الله لظن من يتابع هذه الصورة المتناقضة أنهما مدينتان بعيدتان جداً، ومنفصلتان زماناً ومكانا.
هذا الواقع المخزي كرسته السلطة الفلسطينية على مدى الأعوام السالفة، وزادت في فصلهما خلال العدوان الذي يعصف بغزة منذ ١٩ شهراً، بعدما أمِن الاحتلال جانب السلطة التي انحدرت إلى أسفل درك الوطنية وقعر بئر الخيانة، فمنعت أي مظاهر تضامن مع غزة طوال العدوان.
ولطالما انفصلت السلطة بدورها عن نبض الشارع، الذي رأى غالبيته أن مشاهد افتتاح المركز التجاري وكأنها احتفال بتفتت أشلاء النساء والأطفال في غزة، وانهملت سيول الهجوم والانتقاد تجاه السلطة.
الصحفي والناشط جاد قدومي، لم يجد ما يعلق به على هذا المشهد المتناقض، فكتب بحزن وحسرة قائلاً: “لم يعد الانتقاد منطقي او مناسب لهذا الواقع الوقح الخائن.. الآن هناك تعمد لخلق نماذج حتى لو بالوهم وداخل البوابات الصفراء.. ملابس فارهة بحشوات فارغة بمظاهر خادعة كاذبة”.
وأضاف: “الآن وهذه نصيحة شخصية وسط هذا السقوط: انجُ بنفسك وتبرأ من كل ما تراه.. النجاة الحقيقية ليست الهروب نحو الرفاهية وقت الإبادة.. بل النجاة أن تكون انت كإنسان بوجدانك وجوارحك وانتماءك وما تستطيع مع المقهورين المظلومين المكلومين وان تبقى جزءًا منهم. لا يحزنكم ما ترونه من مظاهر.. ولا تتأملوا خير من لا أمل منهم ولا فيهم.. “إن الله يسمع ويرى” “إن الله مع الصابرين”.
انا المواطن احمد بدارنة، فأشار إلى أن ما جرى يعكس نتاج أعوام طويلة من التغييب وتشويه الوعي الفلسطيني ، وعلق قائلاً: “اصلا هاي المظاهر مقاومة وافتتاح المولات مقاومة والرقص مقاومة شو بعرفنا احنا ناس بس بدنا ننتقد ونعكر جو المقاومة الكيوت الفارغة من مضمونها الله لا يسامحه اللي زرع هالفكرة”.
وأضاف: “بكذبو الكذبة وبصدقوها يلا ما علينا المهم المظاهر والصمود الكاذب والمقاومة الفارغة من كل مضامينها الشعبية والوعي والفهم والإدراك”.
أما المواطن منير قدومي، فأكد أن ما حدث يتجوز فكرة الخذلان لغزة، بل هو تعبير عن مشاركة فعلية في ذبح الضحايا بسكين الاحتلال، وعلق بالقول: “المسأله تجاوزت الخذلان … وتجاوزوا الامارات والسيسي وكل العربان ، بل سبقوهم …بهذه المواقف اصبحوا مشاركين”.
أما الناشط الحقوقي مهند كراجة، فاستخف واستهجن فكرة التبرير للرقص في رام الله على جراح غزة، وعلق قائلاً: “طالعين بنغمة جديدة.. الي بينتقد أيقون مول بكون قاطع رزق ..زي لما جهاد عبدو والشباب أنتقدوا أسعار الإتصالات حكو عنهم بشجعوا الشرائح الإسرائيلية ورفعوا عليهم قضية بطالبوهم ب ١٥ مليون دولار تعويض لشركة الإتصالات”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=86539