الفتى وطن سباعنة.. من مقاعد الدراسة إلى زنازين السلطة

الفتى وطن سباعنة.. من مقاعد الدراسة إلى زنازين السلطة

جنين – الشاهد| في الوقت الذي كان يفترض بأن يكون الفتى وطن سباعنة يستعد لتقديم اول امتحانات الثانوية التجريبي، فإنه يبيت لياليه في زنزانة باردة داخل سجون السلطة.

وكتب عمه رسام الكاريكاتير محمد سباعنة منشورا يصف فيه مشاعر العائلة وهي تشاهد ابنها وقد فاتته امتحانات الثانوية، وهو المسجون ظلما وعدوانا.

وجاء في المنشور: “في ٢٧/٤/٢٠٠٧ جاء وطن … الابن البكر لاخي الذي كان معتقلا لدى سجون الاحتلال . اتذكر في ليله سبقت هذا اليوم النقاش الطويل عن الاسم الذي سنطلقه عليه .. مررنا على اسماء الشهداء اصدقاء ابيه . واتفقنا على اسم ((وطن ))”.

وأضاف: “وادعي اني من جئت بالاسم لما رافق الاقتراح من مسؤوليه … فأنا اعيد تسمية اخي و اقرر عنه كنيته . فهو من ذلك الحين ((ابو وطن)) . كل ابن بالنسبه لابيه ((وطن)) والوطن بالنسبه لنا هذا الاب الكبير القاسي ونحبه”.

وتابع:”كان من المفترض ان غدا اول امتحان تجريبي لوطن الصغير لدرجة الثانويه العامه … وطن معتقل ؟! وللحديث بقية.. وين وطن؟”.

وكانت أجهزة أمن السلطة اختطف الفتى والطالب في الثانوية العامة وطن ثامر سباعنة (17 عاما)، من مفترق أبو جورج في بلدة قباطية جنوب جنين في الثاني من ابريل الحالي.

ويمكن تفسير سلوك السلطة القمعي على أنه امتداد طبيعي لوظيفتها الأمنية التي تمارسها حصراً لحماية أمن الاحتلال ومستوطنيه.

بل إن الاحتلال كثيراً ما أشاد بسلوك السلطة القمعي، واعتبرته أوساط أمنية إسرائيلية جزءا من سبب الإبقاء على السلطة في الضفة ومنع انهيارها.

هذا التغول والجرائم التي ترتكبها أجهزة السلطة بحق المواطنين باتت سمة غالبة في علاقة المواطن والسلطة، فأجهزتها الأمنية تجند كل مقدراتها لقهر المواطن الفلسطيني.

ويتمثل هذا القهر في منع المواطن من التعبير عن رأيه في القضايا الوطنية التي تمسه بشكل مباشر، بل والاعتداء عليه حتى بعد موته كما حدث من قمع لجنازات الشهداء في أكثر من مناسبة.

إغلاق