09:59 am 26 يناير 2019

الصوت العالي

اسمي في التشكيلة الوزارية!!

اسمي في التشكيلة الوزارية!!

علاء الريماوي


اتصل هاتف بارقام كلها اصفار فعرفت أن المتصل مهما، فتحت الخط واذا بالشخص المتصل يبادرني السلام، ثم يقول استاذ علاء هل انت في رام الله؟ اجبت نعم فطلب موعدا للقاء سريع ...


التقينا واذا الرجل مع حاشيته مهندما أنيقا .... رحب فأحسن الترحيب ثم خاطبني .. معالي الوزير قد اختارتك هيئة المستشارين ...لتكون في الحكومة الجديده..... نظرت من حولي وظننت أن المخاطب غيري.




قال لا والله انت ... اجبت لست مستغربا من القصة وانما استغربت من الاختيار ... لكن ما لديك لي ؟ أجاب وزير الإعلام ... قلت اتعرف صعوبة المهمة التي سأقوم ...


سأبرر للحكومة الإجراءات على غزة وساقف مع الظلم الواقع عليهم ... سأتجند لذم حراك الضمان واعتبر جهدهم عبث لتخريب الوطن، سأشجب كل عمل مقاوم وسأزين التنسيق الأمني في عين الناس...


سأنخرط في التوتير بين أبناء الشعب الواحد، سأعتبر الخيبة إنجازا سياسيا وهزيمة للاحتلال، سأنخرط في بناء رؤية تدافع عن الانتقامية من المخالف بالتقاعد القصري، سأنفي الظلم والاعتقال السياسي، وتدهور الاقتصاد و اعوجاج القضاء والمحسوبية والفساد، وسرقة البلد من المتنفذين، وسأعتبر المواطن خصمي وأحمل أبوه جميل انه من رعية الحاكم، و أسوغ في ذلك بطش الأمن وقهر الناس في كل تفاصيل حياتهم... سأشبع حتى التخمة وسأظهر نفسي اني الفقير مثلهم والمتعب بسبب خدمتهم والخادم برغم قرفي منهم.


رد الرجل هذا امعبي على الحكومة ؟ نفيت له بشده وقلت هي بيئة العمل ومتطلبات وظيفة الوزير سيادتك....


مضيت في الحديث وسألت عن الراتب أجاب ١٠ والباقي انت وشطارتك... وضحك ..


ودعته على امل اللقاء غدا للرد على الاختيار والثقه.... الغريب تركت لقاء الرجل وقد ثقلت نفسي و شعرت بهم ساورني وأخذني الى حديث مع نفسي والشيطان ... كل يجر الحالة لمربعه .... الجاه والمال ... الظلم والمبادئ، الوهم بقدرة التغيير ... وأنا في صراع وإذا بجرس هاتفي يرن الفطور جاهز بنستنى فيك ..


جلست على مائدة فيها من طعام زمان مع أبناء العم وعمة تقوم بدور الأم .... قد حضرت أزكى ما لديها وضحكات علت كأننا في جنة ...


وحين الانتهاء ودعت عمتي وضحكت مخاطبا نفسي أي كابوس كان بعد الفجر مع قضية لم تكن حديث نفسي ... وأي جمال كان مع حقيقة تتصالح فيها مع المبادئ حتى لو كانت مع صحن لوف.... دعوة ربي في ختام يومي أن يجنبني الوزارة الظالمة حتى وإن كانت في حلم .