خارجية السلطة وسفاراتها نائمة.. جهات إجرامية وأخرى تتعاون مع الاحتلال تروج لفكرة الهجرة

رام الله – الشاهد| أرسل جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية آلاف الرسائل على هواتف الغزيين، يذكر فيها أنه من يرغب بالهجرة الطوعية عليه الحضور ومقابلة ضباط التنسيق الأمني له في بعض النقاط الأمنية في المناطق الحدودية.
الرسائل جاءت بعد أيام قليلة من قيام جهات مجهولة وأخرى ثبت تعاونها مع الاحتلال بالترويج لفكرة الهجرة إلى خارج قطاع غزة، مقابل توكيلات لبعض الأشخاص الذين له ارتباط بمخابرات السلطة في رام الله وأخذ مبالغ مالية منهم.
وحذرت أوساط في الأجهزة الأمنية في غزة من أن خطورة تلك المحاولات، وشددت على أنها تمثل تعاوناً مع الاحتلال ومحاولات للسقوط في وحل التخابر، ناهيك عن أن القضية تحمل في طياتها عمليات نصب واحتيال وسرقة لأموال المواطنين.
في حين أن وزارة الخارجية التابعة للسلطة والسفارات الفلسطينية المنتشرة حول العالم تغط في نومٍ عميق، ولم تعقب أن تحذر من خطورة القضية.
وعقب الباحث عبد الهادي العجلة قائلاً: حول موضوع الهجرة إلى أوروبا، نظرًا لغياب أي تصريح أو توضيح رسمي من قبل السفارات أو أي جهة رسمية تابعة للسلطة، نجد من المهم تقديم توضيح بالغ الأهمية: لا توجد هجرة جماعية من غزة إلى أوروبا، ولا توجد عمليات تقديم رسمية لطلبات هجرة من الغزيين إلى الدول الأوروبية. على العكس تمامًا، فإن الواقع مختلف كليًا”.
وأضاف: “معظم الدول الأوروبية، حتى قبل السابع من أكتوبر، شددت من سياسات الهجرة، وبعد صعود اليمين المتطرف في العديد من تلك الدول، أصبحت الهجرة واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا. على سبيل المثال، السويد، التي كانت نموذجًا في استقبال اللاجئين، استقبلت في العام الماضي أقل عدد من المهاجرين منذ خمسين عامًا. في الواقع، هناك دعوات من بعض الجهات اليمينية لترحيل الفلسطينيين، وقد رفضت حكومات أوروبية بشكل قاطع استقبال المرضى من غزة، باستثناء النرويج التي استقبلت أقل من ٣٠ حالة، وذلك بعد ضغوطات شعبية كبيرة”.
وتابع: “بحكم اطلاعي وصلتي بعدد من المؤسسات الرسمية المعنية بالهجرة والفيزا الأوروبية، أؤكد أن الحصول على تأشيرة رسمية إلى أوروبا أصبح من شبه المستحيلات. لذلك، الحديث عن إمكانية الحصول على تأشيرة أوروبية في الوقت الراهن غير واقعي”.
واستطرد: “بعض الحالات التي خرجت من غزة عبر مطار رامون كانت تحمل الجنسية الألمانية. الصحفي ياسر أبو معيلق في برلين تواصل مع وزارة الخارجية الألمانية، وأكدوا له أن هؤلاء يحملون الجنسية الألمانية، وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الحالات التي تحمل الجنسية السويدية. لا توجد سياسة أوروبية حالية لاستقبال أقارب المواطنين الأوروبيين تحت بند “لم الشمل”، وكل ما يُشاع بهذا الشأن أخبار كاذبة”.
وبين أن عددً محدوداً من الطلاب تمكن من الوصول إلى إيرلندا، وذلك بعد جهود كبيرة وتنسيق طويل بين وزارتي الخارجية الكندية والبريطانية. هؤلاء الطلاب معدودون جدًا.
وأوضح أنه وقبل شهرين، استخدم شاب فلسطيني من غزة يقيم في بريطانيا ثغرة قانونية ضمن قانون لم الشمل المخصص للأوكرانيين، وبعد أشهر من المداولات والمحاكم، قامت وزارة الداخلية البريطانية بإغلاق تلك الثغرة بالكامل.
ولفت إلى أن ما يُتداول حول إمكانية تقديم طلبات في سفارات معينة أو عبر “أماكن” معينة، في الحقيقة، يُعد عملية اصطياد وتجنيد ونشر معلومات مضللة. تخيل أن يتم توقيعك على توكيل عام لتكتشف لاحقًا أنه تم استخدامه لبيع ممتلكاتك أو الاستيلاء على حسابك البنكي أو أكثر من ذلك؟ قد نكون أمام شبكة إجرامية أو أكثر، تستهدف الغزيين بشكل منظم وخطير.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87062