بين المجلس المركزي ومجلس الأعيان

بين المجلس المركزي ومجلس الأعيان

رام الله – الشاهد| كتب سعيد انجاص: يذكرني المجلس المركزي الفلسطيني بمجلس الاعيان الاردني.

حيث يوجد في الاردن مجلس نواب منتخب ومجلس اعيان يتم تعيينه من قبل الملك ويشكلان هذان المجلسان مجلس الامة.

ونحن لدينا مجلس تشريعي منتخب ومجلس وطني لا نعرف من هم اعضاؤه وكيف يتم انتخابهم او بالأحرى تعيينهم.

والمجلس المركزي هو منتج جديد من الموالين في المجلس الوطني بالاضافة الى اعضاء يتم تعيينهم ولا احد يدري من هم او كيف يتم اختيارهم ويبقى لغزا سياسيا لا يعرفهم الا الراسخين في السلطة.

إن عقد المجلس المركزي استجابة للضغط الخارجي لاحداث تغييرات في قيادة المنظمة والسلطة وهندستهما حسب رغبات خارجية سواء كانت دولا عربية او غيرها ،يعد تعميقا للأزمة في النظام السياسي الفلسطيني والتفافا على الارادة الشعبية المغيبة منذ عام 2009 حيث انتهت الشرعيات الرئاسية والتشريعية المنتخبتين.

إن فقدان الشرعيات الشعبية والوطنية حتما سيودي الى البحث عن شرعيات خارجية ولن تكون حلا للازمة بل تعميقا لها وممكن ان تفجر خلافات لا يحمد عقباها في وضع ساخن ومحتقن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

ان الرهان على الدول المحيطة في اكتساب الشرعيات لا يجدي نفعا ابدا، بل يؤجل الاستحقاق الديمقراطي ويعجل في الصراع السياسي على السلطة بدل ان يكون الصراع مع الاحتلال الذي يجب ان يكون هو الهدف الجمعي الموحد للشعب الفلسطيني.

ان الوضع الفلسطيني الآن يعرّي كل المكونات السياسية الفلسطينية وخصوصا منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تنجز التحرير ولم تنجز التسوية ولم تلم الشمل الفلسطيني وتنجز الوحدة.

ولم تستطيع المنظمة الحفاظ على المسار الديمقراطي لتداول السلطة لشعب ضحى بالغالي والنفيس من أجلها و ليحافظ عليها مما يطرح سؤالا جديا من قبل كل شخص: ما الجدوى من منظمة التحرير اذا ضاع الوطن؟.

وهل هي هدف ام وسيلة؟حيث نلاحظ ان الحفاظ على المنظمة والمناصب فيها اهم من الوطن بعد ان اصبح كل اهتمام الطبقة السياسية المتنفذة هو الاستحواذ على المناصب غير ابهين بالهجمة الشرسة من قبل الاحتلال على كل الوجود الفلسطيني من قتل وتدمير واستيلاء على الأرض في الضفة التي ليس فيها طوفان وحرب إبادة على قطاع غزة .

اعتقد انه بلغ السيل الزبى ووصلنا مرحلة استحالة الاصلاح مما يفتح بابا واسعا للصراع السياسي نتيجة غياب الديمقراطية عن الحياة السياسية الفلسطينية ولن ترحمنا الاجيال.

إغلاق